كان هذا هو التساؤل الذي انتهى إليه المشاركون في مؤتمر تغير المناخ في بون مؤخراً، بعد أسبوعين من العمل المكثف لإحراز تقدم بشأن القضايا الفنية المهمة، وإعداد القرارات لاعتمادها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في شرم الشيخ. الشيخ في نوفمبر المقبل.

مؤتمر بون كان أول فرصة لجميع الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للمناخ منذ اعتماد ميثاق جلاسكو في العام الماضي، حيث وافقت الحكومات على مجموعة من القرارات التي تمهد الطريق للتنفيذ الكامل لاتفاقية باريس.

والسؤال طرحته صراحة باتريشيا إسبينوزا، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ، حيت قالت: «بينما لا يزال هناك الكثير من العمل، فقد أحرزت الأطراف تقدماً في العديد من المجالات الفنية في بون، ويقترب العالم من تحول شامل نحو تنفيذ اتفاق باريس، ولكن يجب اتخاذ قرارات سياسية مهمة، لاسيما بشأن تمويل الخسائر والأضرار، نحن الآن بحاجة إلى التأكد من أن شرم الشيخ ستكون حقاً المكان الذي تتحول فيه الوعود المهمة لاتفاقية باريس، إلى حقيقة ».

والقضايا الرئيسية التي مازالت معلقة وتبحث عن حل، في رأي إسبينوزا، تتعلق ببناء التكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ، والتي تشمل موجات الحر الشديدة والمتكررة والفيضانات والعواصف والخسائر والأضرار، إلى جانب توفير الدعم المالي اللازم.

وأعاد هوي سنج لي، رئيس اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، التذكير بأن الأنشطة البشرية أدت إلى تدفئة كوكب الأرض بمعدل لم نشهده على مدار الـ2000 عام الماضية، مما وضع العالم على طريق الاحترار العالمي، بمقدار 1.5 درجة مئوية.

التطبيقات العلمية وتغير المناخ

وقال توسي مبانو، رئيس الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية: «لقد كان العلم هو محور التركيز الرئيسي لمؤتمر تغير المناخ في بون، وعكست التقارير التي قدمتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ضرورة تحقيق التفاعل بين العلوم والسياسات، وأن يستجيب المفاوضون للدعوة بشأن إلحاح التحدي المناخي، لقد شهدنا بعض التقدم الجيد في بون، لكن الحكومات في حاجة إلى التصرف بشكل عاجل بشأن التحذيرات الصارخة التي نسمعها، وزيادة البحث العلمي، للبحث عن مزيد من الحلول العلمية».

وبعد انتهاء مؤتمر بون، مازالت قضية التمويل هي الشغل الشاغل، والحاجة إلى زيادة الدعم المالي، ولا يزال يتعين على المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته بتوفير 100 مليار دولار أمريكي سنوياً، لتمويل المناخ للبلدان النامية، وتدعو هذه البلدان إلى زيادة كبيرة في التمويل، لاسيما من أجل التكيف وتعويض الخسائر والأضرار، وهو أمر حاسم لبناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة، وهو الأمر الذي ألحت عليه إسبينوزا، التي استطردت بقولها: «في شرم الشيخ، يجب تحقيق تقدم واضح ومقنع، إلى جانب مواءمة التدفقات المالية مع أهداف اتفاقية باريس».