أظهرت صور حديثة التقطتها بعض الأقمار الصناعية انفصال جبل جليدي ضخم بشكل كامل، عن القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا»، وبدأ يتحرك نحو بحر «ويدل» في المحيط المتجمد الجنوبي، ليثير مخاوف عالمية من ارتفاع مستوى سطح البحر، والذي قد يؤدي إلى غرق العديد من الجزر، بالإضافة إلى تهديد حركة الملاحة العالمية.
ويُعد الجبل، الذي انفصل عن الجرف الجليدي «لارسن – سي»، في شمال غرب القارة القطبية، أحد أكبر الجبال الجليدية المتحركة في العالم، لدرجة أن المراقبين وصفوه بأنه «وحش جليدي»، خاصةً وأن الاعتقاد السائد أن مثل هذه الجبال عادةً ما تبقى في مكانها لعقود، وغالباً ما يكون تحركها بطيئاً، اعتماداً على التيارات البحرية والطبيعة الجغرافية لقاع البحر.
ووفق علماء بمشروع «ميداس» لأبحاث القطب الجنوبي، فإن وزن الجبل الجليدي، الذي يُطلق عليه اسم «أيه – 68»، يصل إلى نحو تريليون طن، كما تبلغ مساحته حوالي 5800 كيلومتر مربع، تمثل 12% من إجمالي مساحة جرف «لارسن»، وتعادل تقريباً 4 أضعاف مساحة مدينة لندن الكبرى، التي تبلغ حوالي 1500 كيلومتر مربع، أو نصف مساحة لبنان، كما يبلغ ارتفاعه نحو 1100 قدم.
وسجل العلماء أولى الملاحظات على وجود تشقق أو صدع في الجبل الجليدي أواخر سنة 2010، واستمر في التمدد بصورة بطيئة نسبياً حتى عام 2014، إلا أن التصدع بدأ يتسارع منذ عام 2016، حتى بلغ ذروته منتصف عام 2017، إلى أن تم رصد بداية تحركه باتجاه بحر «ويدل»، بحسب ما أظهرت أحدث الصور للقمر الصناعي «ديموس 1»، مطلع سبتمبر الماضي.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن البروفيسور مارك براندون، من الجامعة المفتوحة، قوله إنه «لن يمكن إيقاف هذا الوحش الجليدي بسهولة»، وكتب في مدونته الشخصية أن «السبب في تحرك الكتلة الجليدية يعود إلى تأزم الظروف المناخية، واضطراب التيارات البحرية»، مرجحاً حدوث ما وصفها بـ«تصادمات مثيرة للاهتمام»، بين جبل «أيه – 68» وجبال جليدية أخرى، خلال الشهور المقبلة.