مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية على الأمن الغذائي والمائي.. ودعم التعليم من أجل التنمية المستدامة

تحت شعار «العمل المناخي تعهدات وطموحات»، نظمت جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة احتفالها السنوي بمناسبة يوم البيئة الوطني لعام 2023، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بحضور عدد كبير من خبراء العمل البيئي والتنمية المستدامة، والمسؤولين من مختلف الوزارات والأجهزة المعنية، إضافة إلى عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات والهيئات الدولية، ولفيف من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

في بداية كلمته، أكد الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة، أن يوم البيئة الوطني لهذا العام، يكتسب أهمية خاصة، باعتبار أنه أولى الأحداث البيئية التي يتم تنفيذها على المستوى الوطني، بعد النجاح الذي حققته مصر من خلال استضافة مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-27)، الذي عقد في مدينة شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر 2022، والذي شهد العديد من النجاحات على المستويات التفاوضية والتنظيمية، كما أثمر عن تحقيق نتائج إيجابية وإنجازات ملموسة على صعيد العمل المناخي، يشهد بها العالم أجمع.

وأضاف «عدلي» أن «نجاح قمة المناخ يدفعنا كمنظمات مدنية، ويزيد حرصنا على أهمية تعزيز قدراتنا، من أجل المساهمة في تحقيق الطفرة التنموية الكبيرة، التي تشهدها مصر»، من خلال طرح المزيد من الرؤى والأفكار الإيجابية، وإطلاق العديد من المشروعات والمبادرات، التي من شأنها دعم الجهود الوطنية الرامية لتحقيق الحياد المناخي في المستقبل، على أن يتم ذلك بما يتو افق مع الاستراتيجيات والخطط التنموية الوطنية، وفي مقدمتها «رؤية مصر 2030»، والاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050.

وأوضح رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة أن فعاليات يوم البيئة الوطني هذا العام، تضمنت ثلاثة محاور رئيسية، تشمل تأثير التغيرات المناخية على الأمن الغذائي والأمن المائي، بالإضافة إلى مناقشة خطط دعم التعليم من أجل المستدامة، وتضمن اللقاء مناقشات حول دور المحليات في إدارة عمليات التنمية المستدامة، وأهمية توطين أهداف التنمية المستدامة بشكل عام، وفي مقدمتها أهداف ومحاور الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، وإدماجها ضمن الخطط التنفيذية على مستوى كافة المحافظات.

ولفت «عدلي» إلى أن فعاليات يوم البيئة الوطني، التي تم تنظيمها يوم الأحد 29 يناير 2023، هي المرة الـ27 التي يتم فيها  الاحتفال بهذه المناسبة، منذ المرة الأولى في عام 1997، وتحرص جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة على الاحتفال بيوم البيئة الوطني، الذي يوافق 27 يناير من كل عام، وهو اليوم الذي يوافق صدور أول قانون للبيئة في مصر، المعروف باسم القانون رقم 4 لسنة 1994، بهدف حشد وتحفيز مختلف الشركاء، للاحتفال بهذه المناسبة البيئية الهامة.

وأضاف أن مبادرة المكتب العربي في الاحتفال يوم البيئة الوطني اكتسبت مزيداً من الأهمية، عندما أصدر رئيس مجلس الوزراء قراراً في عام 2020، بالموافقة على إعلان يوم البيئة الوطني مناسبة رسمية، تحتفل بها كافة الأجهزة الحكومية والهيئات المعنية، الأمر الذي يؤكد حرص الدولة على الاهتمام بكل ما يتعلق بالشأن البيئي، باعتباره أحد أهم مسارات التنمية المستدامة، كما جاء القرار نتيجة للجهود المثمرة التي قادتها وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، لدعم هذه المبادرة الأولى من نوعها للمجتمع المدني في مصر.

ومن جانبه، أكد الدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، في كلمته التي ألقاها نيابة عن وزيرة البيئة، أن الاحتفال بيوم البيئة الوطنى يُعد مناسبة وطنية، تهدف إلى رفع الوعي بالقضايا والتحديات البيئية، وتشجيع الجميع على تبني سلوكيات إيجابية تجاه البيئة، ومواجهة التحديات البيئية الوطنية، وصون الموارد الطبيعية من أجل الأجيال القادمة، واعتبر أن ظاهرة تغير المناخ أصبحت التحدي الأبرز على الساحة، لما لها من تداعيات اقتصادية واجتماعية وبيئية على كافة دول العالم.

ودعا رئيس جهاز شؤون البيئة منظمات المجتمع المدني، على الصعيد الوطني، إلى التعامل مع هذه التحديات بشكل جماعي وفعال، لتحقيق وتنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، من خلال إدماج البعد الخاص بالتغيرات المناخية في مختلف قطاعات التنمية، مشيراً إلى أن مصر وضعت خطط عمل طموحة على صعيد العمل المناخي، تشمل العديد من المجالات، منها الطاقة النظيفة، والحلول القائمة على الطبيعة، والإدارة المتكاملة للمخلفات، والحد من استهلاك الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، واستخدام الطاقة النظيفة في قطاع النقل، التى تعد جزءاً رئيسياً من سياسة وزارة البيئة، للمساهمة في الحد من تلوث الهواء في المدن، بدعم تطبيقات تكنولوجيا المركبات الكهربائية في النقل العام بمصر.

كما أوضح «أبو سنة» أن مصر تعمل على تنفيذ خطة طموحة لتعزيز استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة، مشيراً في هذا الصدد إلى برنامج «نوفي»، الذي يعمل على تعزيز الأطر المؤسسة لمسارات التنمية منخفضة الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى سعي مصر للاستفادة من الحلول القائمة على الطبيعة، بهدف الحد من التأثيرات الناجمة عن التغيرات المناخية، ووقف فقدان وتدهور التنوع البيولوجي، كما تعمل وزارة البيئة على تهيئة الأجواء لتنفيذ المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات، من خلال تشجيع القطاع الخاص على زيادة الاستثمارات في هذا المجال، فضلاً عن تعزيز دور منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال البيئة.

كما تحدث في الجلسة الافتتاحية لاحتفالية يوم البيئة الوطني كل من الدكتور مسعد مصطفى عبده، مدير الإدارة العامة للتنمية المستدامة بوزارة التربية والتعليم، والدكتور محمد علي فهيم، مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي للتغيرات المناخية، والدكتور أيمن عبد الموجود، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي لشئون منظمات المجتمع المدني والعمل الأهلي، إضافة إلى الدكتورة ليلى إسكندر، وزير البيئة والتطوير الحضاري والعشوائيات الأسبق.

وتضمنت فعاليات يوم البيئة الوطني جلستي عمل، تم تخصيص الأولى لاستعراض آليات تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، أدارها كل من الدكتور مجدي علام، خبير البيئة الدولي، مؤسس وعضو مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، والدكتورة أنهار حجازي، خبير الطاقة والتنمية المستدامة، مؤسس وعضو مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، وتحدث فيها كل من المهندس شريف عبدالرحيم، رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة، والدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة وعضو الهيئة الدولية للتغيرات المناخية، والدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، مؤسس وعضو مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة.

أما جلسة العمل الثانية، والتي جاءت بعنوان دور وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مواجهة تحديات المناخ لتحقيق الأمن الغذائي، فقد أدارها الدكتور عماد الدين عدلي، وتحدث فيها كل من الدكتور محمد علي فهيم، مستشار وزير الزراعة، والدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمي للموارد المائية بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا «سيداري»، والدكتور إسماعيل عبدالجليل، الخبير في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية، ورئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق.