تراجعت إيرادات قطاع السياحة في مصر، خلال النصف الأول من العام الجاري 2020، بنسبة حوالي 55%، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي 2019، وفق تقرير أصدرته منظمة السياحة العالمية هذا الأسبوع، وأرجع سبب هذا التراجع إلى الإجراءات الاحترازية وسياسات الإغلاق التي عمدت معظم الدول إليها، لمجابهة «جائحة كورونا»، بما في ذلك توقف حركة السياحة العالمية.

وبينما أظهر تقرير منظمة السياحة العالمية أن عدد الرحلات المتجه إلى مصر انخفض بنسبة 69.5% خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2020 على أساس سنوي، فقد أكد أن «جائحة كورونا» ضربت بشدة قطاع السفر والسياحة العالمي بشكل عام، مع قرارات العديد من الدول بإغلاق حدودها للسيطرة على انتشار الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص إلى الآن، كما أكدت أن السياحة العالمية سجلت تراجعاً كبيراً بنسبة بلغت 70% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.

نمو أوقفه الوباء

وشهدت مصر خلال السنوات الثلاثة الماضية نمواً في إيراداتها السياحية، التي تعتبر أحد أهم موارد البلاد من العملات الأجنبية، حيث ارتفعت أعداد السياح أيضاً بشكل كبير، في أعقاب تراجعها الحاد بسبب الاضطرابات التي شهدتها مصر منذ 2011، لتبلغ الإيرادات السياحية 13 مليار دولار في 2019، مقارنة بنحو 11.6 مليار دولار في 2018، وحوالي 7.8 مليار دولار في 2017.

وتقدمت مصر كوجهة مفضلة للسياح، في ترتيب منظمة السياحة العالمية، إلى المركز 34 العام الماضي، مقارنة بالمركز 36 في 2018، كما ارتفع متوسط الإيرادات من السائح الواحد في مصر إلى 1000 دولار خلال 2019، مقارنة بحوالي 940 دولار في 2017، إلى أن جاءت «جائحة كورونا» لتبدد غالبية المكاسب التي حققها قطاع السياحة في مصر، على مدى السنوات الثلاثة الأخيرة.

ماذا حل بالدول الكبرى؟

وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية على رأس القائمة العالمية من حيث الإيرادات السياحية، خلال الفترة التي سبقت ظهور فيروس «كورونا»، حيث سجلت عائدات بلغت قيمتها حوالي 214.1 مليار دولار في 2019، وبفارق كبير عن إسبانيا، التي حلت في المركز الثاني، بإيرادات بلغت 79.7 مليار دولار، ثم فرنسا في المركز الثالث بإجمالي 63.8 مليار دولار.

 ولكن مع انتشار الوباء، الذي ضرب أنحاء واسعة في أمريكا الشمالية وأوروبا بقوة، هبطت إيرادات الولايات المتحدة في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2020 الجاري، بنسبة بلغت 53.8%، كما تراجعت إيرادات فرنسا بنحو 46.8%، أما عن إسبانيا، فقد سجلت هبوطاً حاداً في إيراداتها السياحية، بأكثر من 72.2%، خلال أول سبعة شهور من العام الجاري.

دعم حكومي حتى أبريل

وفي مطلع أكتوبر الماضي، قررت الحكومة المصرية استمرار سياسات دعم وتحفيز القطاع السياحي، والتي تشمل الإعفاء من سداد رسوم التأشيرة للسائحين الوافدين إلى محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر والأقصر وأسوان، حتى 30 أبريل 2021، وانتظام صرف الإعانة المقدمة من صندوق الطوارئ للعاملين بوزارة القوى العاملة من شهر أبريل، حتى شهر ديسمبر 2020.

كما تضمنت الحوافز تجديد الموافقة على تأجيل سداد المستحقات على الشركات والمنشآت السياحية والفندقية، مقابل استهلاك الكهرباء والغاز والمياه والرسوم الحكومية، أو مقابل الخدمات ورسوم الانتفاع المستحقة على الشركات والمنشآت السياحية والفندقية حتى نهاية العام، وإرجاء سداد كل المديونيات المستحقة على الشركات والمنشآت السياحية والفندقية عن فترات ما قبل بداية أزمة «جائحة كورونا».