وجهت الأمم المتحدة تحذيراً جديداً للبشرية، مفاده أن “الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة لا تواكب النمو السكاني”، بحسب ما أكدت نائب الأمين العام للمنظمة الأممية، أمينة محمد، في كلمتها بافتتاح أعمال الدورة 52 للجنة الأمم المتحدة للسكان والتنمية، خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل الجاري.

ويوافق عام 2019 الذكرى السنوية الـ25 لأحد الإنجازات التاريخية في التعاون العالمي، يتمثل في اعتماد “برنامج العمل بعيد المدى”، ضمن نتائج المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة عام 1994، حيث يوفر برنامج العمل مراجعة شاملة للروابط المتعددة بين السكان والتنمية.

ومنذ عام 1994، انخفض عدد الناس الذين يعيشون في فقر مدقع، وفق نائب الأمين العام للأمم المتحدة، كما تراجع خطر وفيات الأمهات بأكثر من 40%، فيما وسع التعليم الآفاق لملايين الناس، إلا أنها لفتت إلى أن “هناك ثغرات في التنفيذ، وما زالت هناك تحديات كثيرة، كما أن التقدم المحرز غير متساو”.

وأوضحت “أمينة محمد” أنه “عند النظر إلى الأهداف المتعلقة بالقضاء على الفقر في أقل البلدان نمواً، أو زواج الأطفال، أو تقليل الأشخاص الذين يعيشون في الأحياء العشوائية بالمناطق الحضرية، سنجد أن النسبة المئوية للمتضررين قد تنخفض، إلا أن العدد ما زال في ارتفاع”.

وشددت المسؤولة الأممية على أنه “قد حان الوقت كي يبدي العالم طموحاً أكبر وأكثر إلحاحاً حول تنفيذ أهـداف التنمية المستدامة، التي تتماشى تماماً مع برنامج عمل القاهرة، من خلال عدد من الإجراءات”، لخصتها “محمد” بالقول:

أولاَ: يجب أن نضع المساواة بين الجنسين في صميم كل بند من أهداف التنمية المستدامة، في المجالات الاجتماعية أو الاقتصادية أو البيئية، سواء في أعمال الحكومة أو الأعمال التجارية أو المجتمع المدني، مشيرةً إلى أن ذلك يشمل إشراك النساء والفتيات باعتبارهن عوامل للتغيير، وليس كمستفيدات فقط.

 ثانياً: يجب علينا بذل مزيد من الجهود لضمان الوصول الشامل إلى التعليم الجيد، وخاصة للفتيات الصغيرات، فالانتظام في الدراسة كل سنة دراسية إضافية، يؤدي إلى تراجع فرص الإنجاب المبكر، وبذلك تقل وفيات الأمهات، ويتم توفير دخل أكبر مدى الحياة لمكافحة الفقر.

ثالثاً: نحن نواجه حدوث تغييرات كبيرة في مناخ الأرض، مما يهدد الأرواح وسبل كسب الرزق، خاصةً في المناطق الساحلية، ولقد جلبت زيادة عدد السكان والنمو الاقتصادي ارتفاعاً في الإنتاج والاستهلاك العالميين، مع عواقب خطيرة على البيئة، ويولي مؤتمر القاهرة اهتماماً مبكراً ودقيقاً لهذه المخاطر، والحاجة إلى التنمية المستدامة.

ودعت نائب الأمين العام إلى ضرورة تذكر أن أفقر الناس في العالم هم من يواجهون أشد آثار تغير المناخ، على الرغم من أنهم أقل المساهمين في التغيرات المناخية، كما تطرقت إلى مؤتمر قمة المناخ، الذي سيعقده الأمين العام للأمم المتحدة في سبتمبر 2019، لزيادة الطموح في جميع المجالات، بشأن التخفيف من التغير المناخي، والتكيف مع آثاره، وتمويل جهود العمل المناخي، وأشارت إلى أنها والأمين العام يعولان على الدعم والاستعداد القويين من قادة العالم للمشاركة بالحلول والالتزامات.