كشفت جائحة «كورونا» عن أوجه عدم المساواة التي ظلت مستمرة لفترة طويلة، الأمر الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى التحذير من تضاؤل الأمل في بلوغ أهداف التنمية المستدامة أو اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، في ظل غياب واضح لدور الشباب.

وقال الأمين العام، أمام عدد من قادة الحكومات وممثلي الشركات والوكالات متعددة الأطراف، أثناء مشاركتهم في حدث رفيع المستوى حول الجيل اللا محدود، وهي شراكة عالمية لمساعدة الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً، في الوصول إلى التعليم والتدريب وفرص العمل، إنه بدون تسخير طاقة الشباب وذكائهم التكنولوجي وتفاؤلهم، فإنه لا أمل للعلم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة أو اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.

وبينما اعتبر «غوتيريش» أن «وضع الأطفال والشباب يشكل أزمة داخل أزمة، لقد فشل جيلي في الاستجابة بشكل مناسب للتحديات العالمية التي نواجهها»، فقد تعهد المشاركون في الحدث الافتراضي، الذي جاء تحت شعار «ربط نصف العالم بالفرص»، بتوفير التعليم الجيد لنحو 3.5 مليار طفل وشاب، بما في ذلك الحلول الرقمية ذات المستوى العالمي، والتعلم عن بعد والمهارات، بحلول عام 2030.

وبحسب منظمات أممية فإن حوالي 20% من الشباب، أي نحو الخُمس، لم يحصلوا على الوظائف أو التعليم أو التدريب، قبل جائحة «كورونا»، وقد ارتفعت هذه النسبة بعد الجائحة إلى أن أصبح ثلثهم يفتقرون الآن إلى التعلم عن بعد، فالأطفال من أفقر الأسر، وأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية، هم الأكثر عرضة للتغيب عن الدراسة.

ويُعد التعليم والتكنولوجيا الرقمية من أهم الاستثمارات التي يمكن القيام بها مع استجابة البلدان لـ«كوفيد-19»، ووضع الأسس لانتعاش قوي، وقال الأمين العام إن الاستثمار في التعلم الرقمي وتدريب الشباب ضروري لبناء التماسك الاجتماعي والحد من أوجه عدم المساواة التي تعيق التنمية البشرية، مؤكداً أن هذه الاستثمارات لا يمكن أن تكون من القمة إلى القاعدة.

وشدد «غوتيريش» على ضرورة أن يكون الشباب أنفسهم في الطليعة، ويتخذون القرارات ويستخدمون مهاراتهم في حل المشكلات، وأضاف: «إنني أشجع الشابات بشكل خاص على التحدث وأتطلع إلى الاستماع منكن»، وقال إن شراكة «الجيل اللا محدود» تقوم ببناء الموارد والشبكات لمساعدة الشباب على تحقيق أحلامهم، هدفها مساعدة كل شاب، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو القدرة، للوصول إلى الإنترنت وفرص التعليم والتدريب وريادة الأعمال.

وتعمل وكالات الأمم المتحدة والشركاء في القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني بالفعل مع الشباب لتوسيع نطاق الابتكارات، وقال الأمين العام: «لقد بدأنا بداية قوية، يتمحور اجتماع اليوم حول استكشاف السبل لنقل هذا العمل إلى المستوى التالي».

وبينما تبقت 9 سنوات على الموعد المحدد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، دعا الأمين العام إلى تعزيز الروابط عبر القطاعات وحشد الاستثمار خلال العام المقبل، وشدد على ضرورة حشد الموارد المالية والسياسية على نطاق واسع من قبل الاقتصادات المتقدمة والناشئة، وكذلك الوكالات الدولية، مشيراً إلى أنه يمكن للقطاع الخاص أن يتدخل للاستثمار في شراكات ومؤسسات ذات قيمة مشتركة، لتوفير التمويل التحفيزي.

ودعا أيضاً إلى ضرورة وضع حجر الأساس لهذه الجهود الطموحة على المستوى القطري، مع الشباب والشركاء الوطنيين في المقدمة، وحث المشاركين على أداء دورهم كاملاً، من خلال التكنولوجيا أو المعرفة أو القيادة أو التمويل