أدرجت لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» المتحف المصري على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي، وذلك بعد قليل من نقل المومياوات الملكية من المتحف الذي يتوسط ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة، إلى متحف الحضارة، بمنطقة الفسطاط، في موكب جذب أنظار العالم إلى الحضارة المصرية.
جاء قرار اليونسكو، في الأسبوع الأول من شهر أبريل الجاري، بإدراج المتحف المصري على قائمة التراث العالمي في أعقاب قيام وزارة السياحة والأثار بتقديم الملف التمهيدي الخاص به، في شهر فبراير الماضي، طبقاً للمعايير المقررة لتسجيل مواقع التراث العالمي بالقائمة.
وأوضح عبد المحسن شافعي، المُشرف العام على الإدارة المركزية للعلاقات العامة والدولية بوزارة السياحة والأثار، أن الوزارة حرصت خلال الملف، الذي قدمته لليونسكو، على إبراز المكانة الخاصة التي يتمتع بها المتحف، كمنارة ثقافية في قلب القاهرة، وشاهد على الحضارة المصرية، حيث يُعد أول متحف قومي في منطقة الشرق الأوسط يضم أكبر وأهم الكنوز الأثرية للحضارة المصرية القديمة.
ولفت إلى أن تم أيضاً التأكيد على مكانة المتحف المصري باعتبار أنه يُعد معلماً فريداً لعب دوراً هاماً في تثقيف ونشر الوعي الأثري لمختلف فئات المجتمع المصري، كما أن به مكتبة تضم العديد من الوثائق والكتب النادرة في مجال علم المصريات، مما يجعله يحظى بمكانة كبيرة كمصدر للتراث الحي.
ومن جانبها، قالت صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري بالتحرير، إن مبنى المتحف يتفرد في كونه صرحاً معمارياً استثنائياً، ومن أوائل المباني المعمارية التي شيدت خصيصاً ليصبح متحفاً، فهو يتميز بتصميمة الفريد والإنجاز الهندسي الذي يمثله.
وأوضحت أن المعماري الفرنسي مارسيل دورنون، صمم مبنى المتحف على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية، بعد اجتيازه مسابقة عالمية من 87 تصميماً، وتم وضع حجر أساس المتحف عام عام 1897، وتم افتتاحه في 15 نوفمبر 1902، في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.
كما أشارت إلى أنه يجري حالياً تنفيذ مشروع لتطوير العرض بالمتحف المصري في التحرير، من خلال خطة قصيرة المدى، وأخرى طويلة المدى.
وبذلك ينضم المتحف المصري إلى المواقع المسجلة على القائمة التمهيدية لليونسكو، والتي تضم عدداً من مواقع التراث الثقافي والطبيعي الفريدة في مصر، منها مواقع بمحافظة المنيا، ومحمية رأس محمد بجنوب سيناء، ومقياس النيل في جزيرة منيل الروضة بالقاهرة، وأديرة الصحراء الغربية، وقلاع سيناء الأثرية.
وتضم قائمة التراث العالمي عدداً من المواقع المصرية بالفعل، منها منطقة منف وجبانتها، ومنطقة طيبة وجبانتها، ومنطقة النوبة بجنوب مصر، والقاهرة التاريخية، ودير سانت كاترين بجنوب سيناء، ودير أبو مينا في الإسكندرية، ومحمية وادي الحيتان في الصحراء الغربية بالفيوم.