«فؤاد» تدعو الجميع للاستجابة لنداء الأرض.. وتؤكد: حان الوقت للتصالح مع الطبيعة

في 22 أبريل من كل عام، يحتفل العالم بـ«يوم الأرض»، وقد جاء احتفال هذا العام وسط أجواء مختلفة، في ظل استمرار «جائحة كورونا»، الأمر الذي يؤكد أن هناك ضرورة ملحة لاتخاذ المزيد من الإجراءات لإنقاذ كوكب الأرض، والتصدي إلى مشكلة التغيرات المناخية أكثر من أي وقت مضى، باعتبار أنها تشكل التهديد الأكبر لاستمرار الحياة على الأرض.

تزامن الاحتفال بيوم الأرض للعام الحالي 2021 مع الذكرى الـ50 لأول احتفال باليوم العالمي للأرض، وكذلك مع ذكرى مرور 6 سنوات على اعتماد اتفاق باريس رسمياً، الذي يدعو دول العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة للحد من التغيرات المناخية، في الوقت الذي أكدت فيه منظمات ووكالات تابعة للأمم المتحدة أن جائحة كورونا كشفت عن ضعف قدرات البشر والكوكب في وجه التهديدات العالمية.

وفي رسالته بهذه المناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه «من الواضح أن أمنا الأرض تبعث إلينا دعوة عاجلة للعمل، فالطبيعة تعاني، المحيطات تمتلئ بالبلاستيك ويزيد معدل حمضيتها، ودرجة الحرارة تزداد ارتفاعاً، وهناك حرائق الغابات والفيضانات، فضلاً عن موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي، الذي حطم الرقم القياسي وألحق أضرارا بملايين الأفراد، وها نحن الآن نواجه جائحة فيروس كورونا، التي تعتبر وباءً عالمياً ذي اتصال بصحة نظامنا الإيكولوجي».

وبينما أشار تقرير «فجوة الانبعاثات»، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 2019، أي بعد 4 سنوات فقط من توقيع اتفاق باريس، فإن الاتفاق، الذي تم توقيعه أواخر عام 2015، واعتمدته الأمم المتحدة رسمياً خلال الاحتفال باليوم العالمي للأرض في أبريل 2016، يتضمن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7.6% في عام 2020، على أن يستمر التراجع بنفس النسبة سنوياً، حتى يمكن الحفاظ على الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية.

وجرى أول احتفال بيوم الأرض في عام 1970، عندما تجمع نحو 20 مليون شخص للتعبير عن غضبهم وشعورهم بالذعر، بعد مشاهدة كميات كبيرة من النفط على سطح المياه في المحيط الهادي، بالقرب من السواحل الأمريكية، وكان ذلك التجمع أكبر حدث مدني على كوكب الأرض في ذلك الوقت، وأجبر الحكومات على اتخاذ إجراءات ملموسة، منها إصدار قوانين لحماية البيئة، وإنشاء الوكالات المعنية بالشؤون البيئية، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات الملائمة لوقف التلوث النفطي بالمحيط الهادي.

وفى عام 2009، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يعترف رسمياً باليوم الدولي للأرض، وفي يوم الأرض لعام 2016، اعتمدت الأمم المتحدة رسمياً اتفاق باريس، الذي يوضح التزام الدول بالحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى دون درجتين مئويتين، فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، وتعزيز قدرة البلدان على التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ.

وأكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ذلك الحين، أن الطبيعة في أزمة، فهي مهددة بفقدان التنوع البيولوجي والموائل، والاحترار العالمي، والتلوث السام، مشيرةً إلى أن الفشل فى اتخاذ إجراء أمر يؤدي إلى تهاوي البشرية، ويتطلب التصدي لوباء فيروس كورونا الجديد، والحماية من التهديدات العالمية المستقبلية، من خلال إدارة سليمة للنفايات الطبية والكيميائية الخطرة.

وقد شاركت مصر في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للأرض لعام 2021، عبر منصات التواصل الاجتماعي لوزارة البيئة، وذلك بعرض عدد من الرسائل للارتقاء بالوعي المجتمعي العام، والتوعية بأهمية انقاذ كوكب الأرض، والتصالح مع الطبيعة، والحفاظ على التنوع البيولوجي للأرض، وكذلك للتوعية بدور الفرد والمجتمع في المشاركة لإنقاذ كوكب الأرض.

وقالت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، إن الاحتفال باليوم العالمي للأرض هو اعتراف دولي بالمسؤولية المجتمعية تجاه الحفاظ على الطبيعة، مشيرةً إلى أن «جائحة كورونا، التي تجتاح العالم، تؤكد حاجتنا أكثر من أي وقت مضى إلى التضامن، والوقوف جنباً إلى جنب، لحماية الإنسان والأرض التي نعيش عليها».

ودعت «فؤاد» بهذه المناسبة الجميع إلى «العمل الجاد، والسعي لإنقاذ كوكبنا الأرض»، وأضافت أنه على الأفراد مراجعة العادات الخاطئة، والرجوع من جديد للعادات الصحية السليمة، بعد عادات العصر الحديث السيئة، والتي تدمر الإنسان بما تحمله من رفاهية زائدة وقلة في النشاط، مشيرة الى إمكانية المشاركة بأنشطة بسيطة، ولكنها تسهم فى إنقاذ الطبيعة، منها ترشيد استهلاك الطاقة، وزراعة النباتات والأشجار، والتشارك في ذلك مع الآخرين، وركوب الدراجات، أو المشي على الأقدام، وأيضاً ترشيد استهلاك الماء، وعدم الإسراف في استهلاك الطعام، أو إعادة التدوير وغيرها.

كما دعت وزيرة البيئة المواطنين إلى تقليل استهلاك البلاستيك فى حياتنا اليومية، لما يسببه من أضرار على صحة الإنسان والبيئة، مشيرةً إلى انطلاق العديد من المبادرات حول العالم لتقليل استهلاك البلاستيك، وانطلاق المبادرة الوطنية فى مصر  للحد من استهلاك الأكياس البلاستيك أحادية الاستخدام، ووجود العديد من المبادرات الشبابية الناجحة فى هذا الشأن.

وأكدت «فؤاد» على أهمية التوقف عن كل الأعمال التي تؤدي إلى انقراض الحياة النباتية والحيوانية من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي، وكذلك حماية حياة البشر على كوكب الأرض، لافتةً إلى أنه من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى انتقال الأمراض المعدية، مثل فيروس كورونا، من الحيوانات للإنسان، تغير المناخ، والتغيرات التي من صنع الانسان على الطبيعة، مشيرةً إلى أن التنوع البيولوجي يمنع مسببات تلك الأمراض من الانتشار السريع، ولابد من الحفاظ عليه، واختتمت وزيرة البيئة كلمتها بقولها: «نحن بحاجة إلى بناء مستقبل متناغم مع الطبيعة، ويتم إدارته على نحو مستدام».