حملة رائدة للحفاظ على البيئة البحرية وأول وحدة لـ«التحول الأخضر» بجامعة عين شمس

 شاركت مصر دول العالم في الاحتفال بيوم البيئة العالمي لعام 2021، تحت شعار «استعادة النظام البيئي من أجل الطبيعة»، من خلال تنظيم عدد من الأحداث والفعاليات المتنوعة على مستوى الجمهورية، للتوعية بأهمية الطبيعة وتنوعها البيولوجي للإنسان، ودور الفرد والمجتمع في المشاركة في حماية هذه الثروات الطبيعية والحفاظ عليها.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، على أهمية السعي والعمل الجاد لاستعادة النظم البيئية، باعتبارها الفرصة الحقيقية لحماية الإنسان وكوكب الأرض، وتحويل تلك المحنة التي يمر بها العالم من انتشار فيروس كوفيد-19، إلى فرصة حقيقية للحفاظ على الطبيعة، للحث على الانضمام إلى ركاب حماية الطبيعة وتنوعها البيولوجي، والذي لم يعد رفاهية، بل لابد أن يكون جزءاً أساسياً من تفكيرنا وحياتنا اليومية الآن، وعلى كافة المستويات، لبناء مستقبل متناغم مع الطبيعة، يتم إدارته على نحو مستدام لضمان صحة الإنسان وكوكب الأرض، التي تمثل شبكة مترابطة الكل فيها سواء، وليس ببعيد عن الأخطار.

وأضافت وزيرة البيئة أن عام 2021 يُعد عاماً حاسماً لالتزامات الدول بالحفاظ على التنوع البيولوجي واستعادته، حيث يتوافق مع بداية عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي (2021 – 2030)، الذي يهدف إلى توسيع نطاق استعادة النظم الإيكولوجية المتدهورة والمدمرة على نطاق واسع، لمكافحة أزمة المناخ، وتعزيز الأمن الغذائي وإمدادات المياه، والتنوع البيولوجي، مؤكدةً أنها «مهمة عالمية لحماية هذا التنوع، ولابد ان نتشارك فيها جميعاً، بما يعود علينا بالنفع، بدلاً من تقاسم الخسائر، التي لن تفرق بين الجميع».

وأوضحت أن الوزارة أطلقت هذا العام حملة الحفاظ على البيئة البحرية، ضمن حملة «إيكو إيجبت» للترويج للسياحة البيئية، من خلال عرض عدد من الفيديوهات والتنويهات ورسائل التوعية بأساليب دمج حماية البيئة فى ممارستنا على الشواطئ، وحماية البيئة البحرية بشكل عام، بالتزامن مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي، للتأكيد على أهمية توعية المواطنين، وخاصةً الشباب، بأساليب التناغم والتعايش مع الطبيعة، والانضمام إلى صفوف حماتها، والاستفادة من تلك الفترة في العمل من أجل الطبيعة، والوعي بأهمية تنوعها البيولوجي وثرواتها الطبيعية، بما يحقق المصالح المشتركة للجميع، في ظل دعم قطاعات الدولة على المستوى السياسي والحكومي والخاص للعمل البيئي، والحفاظ على التنوع البيولوجي، ومواجهة التغيرات المناخية.

وأضافت «فؤاد» أن «البيئة تعطي لنا فرصةً ثانيةً، في الوقت الذي لا يمكننا العودة بالزمن إلى الوراء، للعمل والمشاركة في استعادة التوافق مع الطبيعة، ولنجعل حياتنا أكثر استدامة، فنحن الجيل الذي يمكنه التصالح مع الطبيعة، وحماية ما تبقى، وإصلاح ما تضرر، من أجلنا ومن أجل الأجيال القادمة».

ودعت وزيرة البيئة الشباب للانضمام إلى ركاب حماة البيئة، واستعادة نظمها، بقولها: «لنجعل كل يوم يوماً للبيئة، وخطوة حقيقية نحو النهوض بالعمل البيئي، وإشراك الأفراد والمجتمعات ورجال الأعمال في مواجهة التحديات البيئية، التي تواجه الكوكب»، وشددت على أن العمل لمواجهة التغير المناخي، والحفاظ على التنوع البيولوجي وجهان لعملة واحدة، وأضافت: «نحن بحاجة إلى التوقف عن كافه الأفعال التي قد تؤدي إلى انقراض الأنواع النباتية والحيوانية، من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي والإنسانية».

حملة حماية البيئة البحرية الأولى من نوعها

وفي إطار احتفالات مصر باليوم العالمي للبيئة، واستكمالا لحملة «إيكو إيجبت» للترويج للسياحة البيئية، اعلنت وزيرة البيئة، بحضور وزير السياحة والأثار، الدكتور خالد العناني، عن إطلاق حملة حماية البيئة البحرية بالبحر الأحمر، وذلك بمقر المركز الثقافي البيئي التعليمي «بيت القاهرة»، بحضور الدكتورة راندا أبو الحسن، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، وممثلي وزارة الطيران المدني، والعاملين بالأنشطة السياحية البيئية، والجهات المشاركة بالحملة.

وأكدت وزيرة البيئة أن احتفالات يوم البيئة العالمي هذا العام، تُعد غير تقليدية، في ظل الأوضاع العالمية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، والتي تلزمنا بالتصالح مع الطبيعة، التي بدونها لن تكون هناك حياة على كوكب الأرض، ومن هنا جاء إطلاق حملة حماية البيئة البحرية، بالتعاون مع وزارة السياحة و الأثار،  كـ«جرس إنذار»، من أجل بناء مستقبل مختلف لنا وللأجيال القادمة، وأضافت أن حملة حماية البيئة البحرية في البحر الأحمر تُعد الأولى من نوعها فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما أشارت «فؤاد» إلى أن حملة حماية البيئة البحرية تستهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي للبحر الأحمر، كحق للأجيال القادمة في الموارد الطبيعية، وهو ما يسهم في الحفاظ على التراث الطبيعي، والتنمية المجتمعية في مصر، على الصعيدين الاقتصادي والثقافي، ويضمن استمرارية السياحة المسؤولة، كما أوضحت أهمية الحفاظ على التوازن البيئي، وتخفيف ضغوط الأنشطة البشرية، ونشر الممارسات الصديقة للبيئة بالقطاع السياحي، وذلك بتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والجهات الدولية، لصون الطبيعة وحماية مواردها والتنوع البيولوجي، مع تحقيق أفضل استخدام للموارد الطبيعية.

وقالت وزيرة البيئة إن الحملة تتضمن إطلاق سلسلة من مقاطع الفيديو والملصقات التوعوية التي تعرض الأثار الضارة للأنشطة البشرية على البيئة البحرية، على أن يتم عرضها بالمطارات والمنافذ السياحية والفنادق ووسائل الإعلام ومراكز الغوص، وعلى لوحات إعلانية عامة، لعرض الممارسات الفردية وتأثيراتها الضارة على الأنواع البحرية، مع طرح أساليب بسيطة للمساهمة  كأفراد في حماية النظم البيئية واستعادتها، وذلك بالتعاون بين مشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة البيئية، ممثلاً عن وزارة البيئة ووزارتي السياحة والأثار والطيران المدني، علاوة على جمعية الفنادق المصرية، وغرفة الغوص والرياضات المائية.

ومن جانبه، أعرب وزير السياحة والأثار عن سعادته بمشاركة وزيرة البيئة في إطلاق حملة حماية البيئة البحرية للبحر الأحمر، والتي تُعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي جزء من حملة «إيكو إيجبت» للسياحة البيئية، التي تمثل أحد أوجه التعاون العديدة بين الوزارتين، والتي سبق أن شاركت الوزارة في إطلاقها من مدينة شرم الشيخ، العام الماضي.

كما ثمن وزير السياحة والأثار جهود وزارة البيئة في مثل هذه المبادرات، التي تسهم في تحقيق التوازن بين الاستفادة من المواقع السياحية ذات الطابع البيئي وحمايتها، للحفاظ على استدامة التنوع البيولوجي، والحفاظ على التوازن البيئي واستدامة النشاط السياحي، وتنظيم الأنشطة البرية والبحرية، وهو الأمر الذى يحقق أحد الأهداف الرئيسية لوزارة السياحة والأثار، التي تشملها استراتيجية التنمية المستدامة 2030.

وأضاف أن رفع الوعي بكافة الأوجه التي تتصل بالسياحة هو أيضاً من الأهداف الاستراتيجية لوزارة السياحة والأثار لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال إعداد وتنظيم برامج مثل هذه المبادرة، لإلقاء الضوء على أفضل الممارسات التي تتيح للجميع الاستمتاع بمقومات مصر الفريدة، ولكن بطريقة مسؤولة، للحفاظ على الكنوز التي حبا الله مصر بها، والتي حصدت مصر بفضلها العديد من الجوائز العالمية، كوجهة هامة للغوص، لضمان استدامة النشاط السياحي، وتعزيز القدرة التنافسية للمقصد المصري.

أما الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فقالت إن حملة حماية البيئة البحرية للبحر الأحمر تتضمن عدداً من الرسائل، التي يجب على جميع المؤسسات تبنيها والعمل على تكرارها، كسفراء للعمل البيئي، مشيرةً إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل مع وزارة البيئة في مصر منذ ما يقرب من 25 عاماً، للحفاظ على البيئة، ويقدم الدعم لنحو 13 من أصل محمية، بالتعاون مع شركاء العمل البيئي، من أجل وضع مصر على خريطة السياحة البيئية، بالإضافة إلى دعم المجتمعات المحلية، للحفاظ على الطبيعة، كما يمتد عمل البرنامج إلى قضايا التكيف مع التغيرات المناخية، كقضية عالمية تؤثر على التنوع البيولوجي، وفي ختام كلمتها، قدمت «أبو الحسن» الشكر إلى وزارتي البيئة والسياحة والأثار، على جهودهم في دعم السياحة والعمل البيئي، لجعل كوكب الأرض أكثر صحة وسعادة للجميع.

أول وحدة لـ«التحول الأخضر» بجامعات مصر

وضمن فعاليات الاحتفال بيوم البيئة العالمي، شاركت وزيرة البيئة، إلى جانب وزير القوى العاملة، الدكتور محمد سعفان، ووزير الدولة للإنتاج الحربي، الدكتور محمد أحمد مرسي، في افتتاح أول وحدة للتحول الأخضر بالجامعات المصرية، في كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، بحضور الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، والدكتورة نهى سمير دنيا، عميد كلية البحوث والدراسات البيئية.

كما قامت وزيرة البيئة، بمشاركة وزيري القوى العاملة والدولة للإنتاج الحربي، بافتتاح مشروع «جفور» لإعادة تدوير المخلفات بالجامعة، والذي يُعد مشروعاً متكاملاً يستهدف الحفاظ على البيئة، من خلال التعليم والتطبيق، ضمن سعي وزارة البيئة لدعم دمج الشباب في العمل البيئي، والشراكة مع القطاع التعليمي في مصر، للخروج بنماذج بيئية رائدة.

وأشادت الوزيرة بمشروع «جفور»، باعتباره مشروعاً رائداً يستهدف خلق آلية للتعامل مع المخلفات، والخروج بمنتجات اقتصادية نافعة، من خلال مجموعة من العمليات منها استلام وفرز المخلفات، وتدوير المخلفات العضوية من خلال وحدتي إنتاج السماد العضوي والبيوجاز، وتدوير المخلفات البلاستيكية وتضم وحدتي إنتاج الراتنجات البلاستيكية الأولية والألياف البلاستيكية، ووحدات إعادة تدوير المخلفات المعدنية والورقية، وإعداد وتغليف المنتج.

وأوضحت «فؤاد» أن تغيير لغة الحوار البيئي في المجتمع كان توجيهاً واضحاً من الرئيس عبد الفتاح السيسي، للارتقاء بالبيئة المصرية، وذلك من خلال إعادة صياغة استراتيجية القطاع البيئي في مصر، بحيث يكون الجميع شركاء في تنفيذها، وربط موضوعات البيئة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية، كما أكدت أن دمج البعد البيئي في القطاعات التنموية، كان أهم خطوة اتخذتها الدولة، لجعل الحفاظ على البيئة وصون الموارد الطبيعية هدفاً لكافة قطاعات الدولة.

ودعت الوزيرة إلى تبني فكر جديد في الدراسات البيئية، وهو حساب تكلفة استهلاك الموارد الطبيعية، وتأثير ذلك على الأجيال القادمة، والتفكير في البيئة كجزء من مدخلات الاقتصاد القومى، مشيرةً إلى سعي وزارة البيئة لخلق نماذج توضح القيمة المضافة التي يمكن تقدمها المشروعات البيئية، فمثلاً دمج المجتمعات المحلية للمحميات الطبيعية والمشاركة في تطويرها، ساعد على الحفاظ على تراثهم ومنتجاتهم، وجعلهم أصحاب مصلحة في الحفاظ على المحميات، وخلق عامل جذب للترويج للسياحة البيئية.

استكمال تطوير قرية «صفط تراب» بالغربية

وفي إطار احتفالات وزارة البيئة بيوم البيئة العالمي، شاركت الوزارة وعلى مدار يومين، في حملة بقرية «صفط تراب»، التابعة لمركز المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، ضمن الجهود التي تقوم بها الوزارة، بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، لتطوير القرى المصرية، ونشر مفهوم الاستدامة البيئية بها، وضمن المبادرة الرئاسية «اتحضر للأخضر»، وكذلك مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتنفيذاً لتكليفات الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بتطوير القرى المصرية وجعلها قرى مستدامة بيئياً، حيث تم اختيار قرية «صفط تراب» لتكون نموذجاً لقرية مصرية مستدامة بيئياً، وذلك بالتنسيق مع الدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية.

وأوضحت وزيرة البيئة أن الحملة استهدفت إزالة ورفع التراكمات، بالتعاون مع المحافظة، وزراعة 1000 شجرة، كما تم توزيع شنط قماش صديقة للبيئة فى الأسواق والأفران، وتنفيذ حملات للتوعية بالحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، ورفع وعي المواطنين بمخاطر الأكياس البلاستيك، وأهمية استبدالها بمنتجات صديقة للبيئة، مثل المنتجات الورقية والكرتون.

كما تم تنفيذ وحدة بيوجاز بالقرية، لتدريب المزارعين والشباب عليها لتعميم استخدامها، والتعريف بتكنولوجيا الطاقة الحيوية واستخدامها في إنتاج الطاقة والسماد، من خلال تدوير مخلفات الحيوانات، وذلك بواسطة الشركات التي انشأتها وزارة البيئة، والتي جرى تدريب كوادرها من خلال مؤسسة الطاقة الحيوية، التابعة للوزارة، وذلك تمهيداً لنشر تلك الوحدات، والتي توفر طاقة نظيفة للطهي، وسماد عالي الجودة.