دعت قمة غير رسمية عُقدت هذا الأسبوع، على هامش الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة عدد من قادة العمل المناخي، إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، الآن ودون أي تأخير، لتجنب كارثة مناخية، حيث اعتبر قادة العالم، الذين شاركوا في هذه القمة، أن إنقاذ هذا الجيل والأجيال القادمة، مسؤولية مشتركة.

عُقدت المائدة المستديرة غير الرسمية لقادة المناخ برئاسة رئيس وزراء المملكة المتحدة، بوريس جونسون، الذي تستضيف بلاده قمة المناخ لهذا العام، بهدف الضغط من أجل مزيد من الإجراءات بشأن تمويل المناخ، قبل انعقاد الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26)، والمقرر عقده خلال الفترة من الأول إلى 12 نوفمبر 2021 في مدينة غلاسكو باسكتلندا.

وفي ختام الاجتماع، الذي عُقد خلف أبواب مغلقة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتجنب ما وصفها بـ«كارثة مناخية»، وقال في مؤتمر صحفي، وإلى جانبه رئيس الوزراء البريطاني، إن المسؤولية مشتركة على الجميع لإنقاذ هذا الجيل والأجيال القادمة.

وتطرق قادة العالم، الذين شاركوا في المائدة المستديرة، إلى الثغرات المتبقية بشأن الإجراءات المطلوبة من الحكومات الوطنية، خاصةً القوى الصناعية لمجموعة العشرين، بشأن التخفيف والتمويل والتكيف، واعتبروا أن الاجتماع بمثابة إنذار أو تنبيه لترسيخ الشعور بالإلحاج تجاه الحالة الأليمة لمسار المناخ.

وبعد ساعات من القمة الطارئة غير الرسمية للمناخ، أعرب الأمين العام عن ترحيبه بـ«التزامات مهمة»، تم التعهد بها تجاه العمل المناخي من قبل أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

وأشاد غوتيريش بإعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة ستزيد بشكل كبير تمويلها الدولي للمناخ إلى ما يقرب من 11.4 مليار دولار سنوياً، وقال الأمين العام إن هذه الزيادة تساعد في تقريب البلدان المتقدمة من الوفاء بالتزاماتها الجماعية، لحشد 100 مليار دولار سنوياً لتمويل المناخ.

كما رحب أمين  المنظمة الأممية بتعهد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بأن بلاده ستنهي كل تمويلها لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الخارج، وتعيد توجيه دعمها إلى الطاقة الخضراء، وشدد على أن التخلص التدريجي العالمي من الفحم، هو الخطوة الوحيدة الأكثر أهمية، للإبقاء على هدف 1.5 درجة، الذي يتضمنه اتفاق باريس، في متناول اليد.

وقبل أيام من بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، منتصف شهر سبتمبر 2021، أصدرت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تقريراً عن المساهمات المحددة وطنياً لجميع الأطراف في اتفاق باريس، حيث أشارت إلى أن العالم يسير على «طريق كارثي» نحو 2.7 درجة من التدفئة.

وفقا للتقرير، فإن هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة قبل نهاية القرن الحالي، عما كانت عليه قبل عصر الثورة الصناعية، يتطلب تحقيقه خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى الوصول لـ«حياد الكربون» بحلول منتصف القرن.

إلا أن التقرير أشار إلى أنه بدلاً من ذلك، فإن الالتزامات التي تعهدت بها البلدان حتى الآن، تعني زيادة بنسبة 16% في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في عام 2030، مقارنةً بمستويات عام 2010.

ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الأطراف الـ26، دعا الأمين العام الدول الأعضاء إلى العمل على ثلاث جبهات، في مقدمتها الحفاظ على هدف 1.5 درجة في متناول اليد، والوفاء بالمبلغ المقدر بـ100 مليار دولار سنوياً للعمل المناخي في البلدان النامية، وثالثاً زيادة تمويل التكيف إلى ما لا يقل عن 50% من إجمالي الإنفاق العام لتمويل المناخ.

وفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، لا يزال هدف 1.5 درجة في متناول اليد، ولكن هناك حاجة إلى تحسين كبير في المساهمات المحددة وطنياً (NDCs) من معظم البلدان، خاصةً دول مجموعة العشرين، لأن انبعاثاتها تمثل 80% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.