تعظيم الاستفادة من أصول القناة وفتح آفاق جديدة ل سيناء ودعم تحقيق « رؤية مصر 2030

منذ العام الأول لإطلاق أهداف التنمية المستدامة في عام 2015، وضعت هيئة قناة السويس هذه الأهداف نصب عينها في مختلف برامجها ومشروعاتها، في إطار دورها المحوري لإحداث طفرة تنموية في مختلف ربوع مصر، وفي القلب منها شبه جزيرة سيناء، وفي سياق حرص هيئة القناة على الالتزام بالمعايير البيئية الدولية، والمشاركة في جهود الحد من مخاطر الكوارث المختلفة.

وفي الوقت الذي كانت فيه مختلف القطاعات الاقتصادية في أنحاء العالم تئن تحت وطأة جائحة كورونا، على مدار ما يقرب من عامين، نجحت قناة السويس بامتياز في الحفاظ على معدلات عبور السفن، وزيادة حصيلة الإيرادات المحققة خلال تلك الفترة، بفضل السياسات المرنة التي انتهجتها الهيئة، وتقديم حوافز تسويقية مناسبة للعملاء، فضلاً عن التعامل الكفء مع المتغيرات المختلفة التي تواجه صناعة النقل البحري، وهو ما حظي بإشادة العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية.

حول دور هيئة قناة السويس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، تحدث الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، إلى وفد جمعية كتاب البيئة والتنمية، برئاسة الكاتب الصحفي خالد مبارك، بمشاركة نحو 40 صحفياً من مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، من ضمنها «جسور 2030»، وبحضور عدد من قيادات هيئة القناة، من بينهم اللواء خالد العزازي، مستشار رئيس الهيئة للعلاقات العامة، والدكتور خالد طه، مسؤول العلاقات الخارجية بالهيئة، وذلك بمبنى المارينا الجديد في مدينة الإسماعيلية.

في بداية اللقاء، رحب الفريق أسامة ربيع بالحضور من كتاب مصر والصحفيين المتخصصين في شئون البيئة والقضايا التنموية، مثمناً جهودهم المثمرة في الارتقاء بالوعي المجتمعي، ودعم جهود مؤسسات الدولة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، ضمن «رؤية مصر 2030»، مؤكداً أن هيئة قناة السويس تولي اهتماماً كبيراً بتطبيق المعايير البيئية الدولية، والالتزام بالمواثيق الدولية وتوصيات المنظمة البحرية الدولية، لتظل قناة السويس أسرع وأقصر طريق ملاحي يربط الشرق بالغرب.

واستعرض رئيس هيئة قناة السويس استراتيجية الهيئة للتطوير والتحديث، والتي تشمل تطوير المجرى الملاحي لقناة السويس، وتعزيز مكانتها كأهم ممر بحري في العالم، وذلك جنباً إلى جنب مع الارتقاء بالأسطول البحري للهيئة، بالإضافة إلى تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتفعيل التوجه نحو التحول الرقمي، وتعظيم الاستفادة من أصول الهيئة، وتطوير مرافق ومنافذ العبور بين سيناء والوادي، لفتح آفاق جديدة للتنمية في شبه جزيرة سيناء.

وأكد رئيس الهيئة على مواصلة البناء على مشروع قناة السويس الجديدة، من خلال تنفيذ مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة، ويشمل ازدواج القناة لمسافة 10 كيلومترات، من الكيلو 122 إلى الكيلو 132، ترقيم القناة، ليرتفع طول مجرى القناة الجديدة إلى 82 كيلومتراً، بدلاً من 72 كيلومتراً حالياً، بالإضافة إلى توسعة المجرى الملاحي لمسافة تصل إلى حوالي 30 كيلومتراً، من الكيلو 132 إلى الكيلو 162، وذلك بالتوازي مع استكمال بناء 10 جراجات للسفن على القناة الأصلية والقناة الجديدة، لمواجهة حالات الطوارئ المحتملة، بالإضافة إلى تطوير 16 محطة إرشاد بطول المجرى الملاحي للقناة.

وعن جائحة كورونا، أكد الفريق ربيع أن قناة السويس نجحت بامتياز في الحفاظ على معدلات عبور السفن العابرة للقناة وحصيلة الإيرادات المحققة خلال جائحة كورونا، مشيراً إلى أن هيئة القناة استطاعت أن تحقق زيادة في الإيرادات السنوية بنسبة تصل إلى 8%، على عكس القنوات الملاحية الأخرى في أنحاء العالم، حيث تسببت جائحة كورونا في تكبدها خسائر فادحة.

ورداً على سؤال لـ«جسور 2030»، أوضح رئيس هيئة قناة السويس أن السياسات المرنة التي انتهجتها الهيئة لزيادة أعداد السفن العابرة للقناة، تضمنت منح تخفيضات بنسب متفاوتة بحسب المسافة التي تقطعها السفينة في رحلتها من الغرب للشرق أو العكس، الأمر الذي ساعد على جذب سفن وشركات شحن عالمية، لم تكن تستخدم قناة السويس من قبل، بالإضافة إلى منح تخفيضات للسفن السياحية، بشرط قضاء 48 ساعة في أحد الموانئ المصرية، وذلك حرصاً من الهيئة على تشجيع السياحة في مصر، وأضاف أنه يتم مراجعة هذه الإجراءات كل 6 شهور.

كما تطرق الفريق ربيع إلى أزمة جنوح السفينة «إيفر جيفن»، والتي تسببت في إغلاق قناة السويس أمام حركة الملاحة الدولية لمدة 6 أيام، معتبراً أنها كانت واحدة من أصعب التحديات التي واجهت هيئة قناة السويس، وتمكنت من اجتيازها بنجاح أذهل العالم، بفضل الدعم غير المحدود من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى أن فريق العاملين بهيئة قناة السويس تمكنوا من تحويل تلك “المحنة» إلى «منحة»، حيث شاهد العالم أجمع كيف استطاع المصريون التغلب على هذه الأزمة، التي تتطلب 6 شهور على الأقل للتعامل معها، في غضون 6 أيام فقط، في ملحمة سطرها العاملون بالهيئة بإصرارهم وعملهم الدؤوب، ليضربوا المثل في التضحية والبذل والعطاء.

وأضاف أنه بينما كان الجميع يعتقد أن أزمة السفينة، التابعة للشركة الملاحية «إيفر جرين»، قد انتهت بتعويمها وإعادة فتح قناة السويس أمام حركة الملاحة العالمية بعد توقفها لـ6 أيام، ظهرت أزمة جديدة تمثلت في المفاوضات الشاقة التي أجرتها هيئة قناة السويس مع الشركة اليابانية  للإفراج عن السفينة، بحيث يتم مراعاة الحفاظ على حقوق قناة السويس المترتبة على ذلك الحادث، وفي نفس الوقت الوضع في الاعتبار أن الشركة المشغلة للسفينة من العملاء الدائمين لقناة السويس.

وشملت زيارة وفد جمعية كتاب البيئة والتنمية جولة بحرية في قناة السويس الجديدة، أعقبها زيارة لموقع أنفاق «تحيا مصر» في مدينة الإسماعيلية، والتي تعزز خطوط ربط شبه جزيرة سيناء بالوادي، وأعرب الصحفيون، أعضاء الجمعية، عن اعتزازهم وتقديرهم للمشروعات المهمة التي تشهدها قناة السويس في الآونة الأخيرة، معتبرين أنها من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للتنمية.