«القوصي»: مدينة فضائية على مساحة 123 فداناً تضم 23 مبنى وافتتاحها رسمياً في 2022

القاهرة مقراً لوكالة الفضاء الأفريقية وأول مركز إقليمي لتجميع واختبارات الأقمار الصناعية

 

حلم جديد يتحقق على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة، حيث يتواصل العمل في الليل والنهار، لاستكمال إنشاءات المدينة الفضائية الجديدة، التي يجري إنشاؤها على مساحة 123 فداناً، وتضم 23 مبنى، من ضمنها وكالة الفضاء المصرية، ووكالة الفضاء الأفريقية، ومركز تجميع واختبارات الأقمار الصناعية، وهو المركز الأول من نوعه في المنطقة.

تضم المدينة الفضائية المبنى الرئيسي لوكالة الفضاء المصرية، التي تمارس عملها حالياً بشكل مؤقت من أحد المباني بالمدينة، إضافة إلى مبنى وكالة الفضاء الأفريقية، التي حظيت مصر باستضافتها بعد منافسة مع عدد من الدول الأفريقية، فضلاً عن مكتبة ضخمة للأبحاث والدراسات العلمية في مجال الفضاء، وقاعة مؤتمرات، ومجموعة من المباني اللوجستية، ومبنى للتحكم في المدينة بالكامل.

الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أكد أنه من المتوقع الانتهاء من كافة الإنشاءات الجارية بالمدينة الفضائية في غضون شهر يونيو 2022، مشيراً إلى أن العمال يواصلون الليل بالنهار، للانتهاء من جميع الأعمال في المواعيد المحددة، حيث من المتوقع أن يجري افتتاحها رسمياً في وقت لاحق من العام المقبل.

ولفت رئيس وكالة الفضاء المصرية، خلال استقباله وفد من جمعية كتاب البيئة والتنمية، إلى أن مركز تجميع واختبارات الأقمار الصناعية، الذي يجري تنفيذه بتمويل ودعم فني من الجانب الصيني، بمنحة قدرها 22 مليون دولار، كان من المقرر الانتهاء من تنفيذه في أغسطس 2021، إلا أنه نتيجة القيود التي فرضتها جائحة كورونا، تم إرجاء موعد الانتهاء من إنشاءات وتجهيزات المركز، بحلول يوليو 2022.

وأضاف «القوصي»، في تصريحاته لوفد الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي خالد مبارك، رئيس الجمعية، وبحضور «جسور 2030» وعدد من وسائل الإعلام الأخرى، أنه يجري تزويد المركز بجهاز عملاق لاختبارات الأقمار الصناعية، يبلغ وزنه حوالي 75 طناً، يعمل على تهيئة ظروف البيئة الفضائية اللازمة لاختبار القمر الصناعي، قبل إطلاقه للفضاء.

وأوضح أنه أثناء دوران القمر الصناعي في مداره بالفضاء، يتعرض لدرجات حرارة شديدة البرودة، تصل إلى 150 درجة تحت الصفر، ودرجة حرارة مرتفعة حوالي 150 درجة مئوية، وتتكرر هذه العملية لنحو 14 مرة كل 24 ساعة، ولذلك من الضروري إجراء اختبارات على الأقمار الصناعية، قبل إطلاقها للتأكد من قدرته على تحمل هذا التفاوت الكبير في درجات الحرارة.

وعند تعرض القمر الصناعي لأشعة الشمس المباشرة، التي تتميز بأنها تحتوي على العديد من الموجات الكهرومغناطيسية، التي قد تؤثر على أداء القمر وظيفته بالطريقة المطلوبة، ولذلك يتم وضع القمر أمام محاكي شمسي، لقياس قدرته على أداء المهام المطلوبة بكل دقة، قبل إطلاقه للفضاء.

وتابع الدكتور «القوصي» أنه يجري أيضاً تزويد مركز تجميع واختبارات الأقمار الصناعية بجهاز عملاق آخر لتوليد اهتزازات ميكانيكية، لقياس مدى تأثر القمر بالاهتزازات القوية التي يتعرض لها عند انفصاله عن صاروخ الإطلاق، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ بعض الأعمال الإنشائية بمواصفات دقيقة جداً، لضمان عدم تأثر الجهاز بأي اهتزازات تصدر عن المبنى، وكذلك عدم تأثير اهتزازات الجهاز على سلامة المبنى.

كما أشار الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية إلى أنه يجري تزويد المركز بأجهزة لقياس كفاءة الكاميرات وأجهزة الاتصالات التي يتم تركيبها على الأقمار الصناعية، داخل غرف مجهزة، لمنع أي مؤثرات خارجية، مع مراعاة الحفاظ على جميع المرافق نظيفة، وعدم السماح بدخول أي أتربة أو غبار إلى تلك الغرف، من خلال استخدام مواد إنشائية مخصصة لهذا الغرض، لافتاً إلى أن إجمالي المعدات والأجهزة التي يجري تركيبها في مركز اختبارات الأقمار الصناعية، يبلغ وزنها 400 طن.

ورداً على سؤال لـ«جسور 2030» عن أبرز ملامح برنامج الفضاء المصري، أكد الدكتور محمد القوصي أن وكالة الفضاء المصرية تهدف في المقام الأول إلى استحداث ونقل علوم وتكنولوجيا الفضاء وتوطينها وتطويرها، وامتلاك القدرات الذاتية لبناء الأقمار الصناعية، وإطلاقها من الأراضى المصرية، بما يخدم استراتيجية الدولة فى مجالات التنمية وتحقيق الأمن القومى.

وأضاف أنه تم تفعيل عمل وكالة الفضاء المصرية في عام 2019، أي قبل عامين فقط، حيث شهد نفس العام إطلاق قمرين صناعيين، ثم تم تكليف الوكالة بتفعيل برنامج الفضاء الوطني، على مدار 10 سنوات، بدايةً من عام 2020 وحتى عام 2030، مشيراً إلى أنه يجري تقديم تقرير سنوي للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في نهاية كل عام، يتضمن ما تم تنفيذه طبقاً لمخطط برنامج الفضاء الوطني.

وأشار «القوصي» إلى أن المركز مهمته تجميع واختبار الأقمار الصناعية حتى وزن 700 كيلوجرام، ويسمح المركز بتجميع واختبار قمرين فى نفس الوقت، وأوضح أن أول قمر سيتم تجميعه داخل المركز، هو القمر الصناعي (مصر سات 2A )، عبارة عن مشروع مشترك مع الصين، من المقرر أن يبدأ تجميعه واختباره في بداية عام 2023، على أن يتم إطلاقه في وقت لاحق من نفس العام.

كما كشف الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية عن إطلاق مصر 4 أقمار صناعية من نوعية «كيوب سات»، لأغراض البحث العلمي والاستشعار عن البعد، العام المقبل 2022، في إطار استراتيجية الدولة المصرية لتوطين وتطوير الاستخدام السلمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، وبناء أنظمة فضائية بتكنولوجيا مصرية خالصة، تسهم في إعداد أجيال وكوادر علمية تنهض بالبلاد وتصل بها إلى المنافسة العالمية.

وأوضح أن الأقمار التي من المقرر إطلاقها العام المقبل، تتضمن القمر الخاص بوكالة الفضاء المصرية (EgSAcube – 3)، المصمم بالكامل في الوكالة، وقمر (EgSAcube – 4)، بالتعاون مع جامعة بنها، بالإضافة إلى أول قمر للجامعات المصرية، كما سيجري إطلاق قمر رابع باسم (NEXSAt)، بالتعاون مع إحدى الشركات الألمانية.

ومن جانبه، كشف الدكتور محمد خليل عراقي، نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، عن الأهداف والمعلومات التفصيلية للأقمار التي من المقرر إطلاقها خلال الشهور القليلة القادمة، موضحاً أنه تم التعاقد مع اليابان على إطلاق الأقمار (EgSAcube – 3)، وحجمه أكبر ثلاث مرات من الحجم العادي لأقمار الكيوب سات، والقمر (EgSAcube – 4) ويبغ حجمه 1.3 كيلوجرام.

وأشار إلى أنه تم كذلك التعاقد مع اليابان لإطلاق قمر الجامعات المصرية، وهو قمر مكوناته وتصميمه واختباراته مصرية خالصة 100%، وأبعاده 10 سم طول في 10 سم عرض، ويزن حوالي 1.3 كيلوجرام، وهو قمر خاص بالاستشعار عن بعد، ومزود بكاميرا تصوير لالتقاط بعض الصور لكوكب الأرض، وسيتم إطلاقه من محطة الفضاء الدولية، ويتراوح عمره الافتراضي بين 6 شهور وحتى عام.

وبالنسبة لقمر (NEXSAt)، أوضح «عراقي» أنه سيتم إطلاقه نهاية العام المقبل، بالتعاون مع إحدى الشركات الألمانية، وهو من نوعية الأقمار الصغيرة، ويزن 65 كيلوجراماً، ومخصص لأغراض الاستشعار عن بعد، وبالنسبة للقمر الصناعي المصري (مصر سات 2)، فقال إنه مخصص للاستشعار من البعد وأغراض البحث العلمي، وسيتم إطلاقه بالتعاون مع الجانب الصيني في الربع الأول من عام 2023، وهو من الأقمار متوسطة الحجم، يزن 350 كيلوجرام، ومثبت عليه كاميرات بدقة إيضاحية 2متر، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من التصميم وبناء النموذج الهندسي، ويجري حالياً العمل على بناء النموذج الفضائي.