يواجه إقليم جنوب البحر الأبيض المتوسط ضغوطًا متعددة على موارده المائية الشحيحة والهشة نتيجة تأثيرات التغير المناخي، والنمو السكاني السريع، والاستخدام غير المستدام للأراضي، وأنماط الاستهلاك، التي تعجز معظم دول الإقليم عن معالجتها بشكل كافٍ وملائم.
ويُعد تطوير ونشر الأساليب المبتكرة القابلة للتعميم والممارسات الناجحة في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية جزءاً رئيسيًا من مشروع دعم المياه والبيئة (WES)، الذي يتم تنفيذه بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى حماية البيئة وتحسين إدارة موارد المياه الشحيحة في إقليم البحر الأبيض المتوسط.
ويعمل مشروع دعم المياه والبيئة (WES)، الذي يشمل دول منطقة الجوار الجنوبي، بمشاركة الشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد)، على معالجة المشاكل المتعلقة بمنع التلوث وكفاءة استخدام المياه.
وتُعتبر مجموعة المشاريع التجريبية جزءاً لا يتجزأ من مشروع دعم المياه والبيئة (WES)، يتم من خلالها عرض التقنيات والعمليات والأساليب المبتكرة التي تعالج الجوانب المختلفة لتحديات إدارة المياه.
في هذا السياق، وضمن فعاليات أسبوع القاهرة الرابع للمياه، الذي جاء تحت عنوان «المياه والسكان والتغيرات العالمية: التحديات والفرص»، نظم مشروع دعم المياه والبيئة (WES) جلسة حول «الدروس الأولية المستفادة من المشاريع التجريبية/ الإيضاحية القائمة».
شملت المشاريع التجريبية/ الإيضاحية التي تم عرضها خلال أسبوع القاهرة للمياه:
– مشروع تعزيز قدرة المجتمعات المهمشة على الصمود، من خلال حلول فعالة لإدارة المياه ومعالجة تأثيرات التغير المناخي في المنطقة الشرقية من خان يونس قطاع غزة في فلسطين.
– عرض حقيبة الحلول المبتكرة للاستخدام الفعال للمياه، وتعزيز الصمود والمرونة، ضمن مشروع (WISPER) في كل من تونس والأردن.
– توفير المياه وزراعة المحاصيل: نظام الري عن بعد لمعالجة ندرة المياه وتعزيز الحفاظ على موارد المياه العذبة المتاحة، في لبنان.
– تعزيز إمدادات العرض والطلب المستدام للمياه، ونقل المعرفة لتعزيز قدرة البنية التحتية للمياه على التصدى والمرونة بقطاع غزة، في فلسطين.
– مشروع تعزيز الإدارة المتكاملة للموارد المائية في بيئة الواحات بالمملكة المغربية.
– تثمين المياه في المناطق الحضرية، من خلال إجراءات وأدوات مبتكرة، في تونس.
وأوضح بيان أصدره مشروع دعم المياه والبيئة (WES)، تلقته «جسور 2030»، أن جميع المشاريع التجريبية/ الإيضاحية تهدف إلى تعزيز الحلول التقنية والمؤسسية المبتكرة التي تؤدي إلى الاستخدام الفعال للمياه في كل من المناطق الحضرية والريفية.
ومازالت جميع المشاريع في عامها الأول من التنفيذ، وكان عليها أن تجد طريقها عبر سلسلة من العقبات التي نجمت عن مزيج من وباء (COVID-19) والعديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية الجدية والحرجة في المنطقة.
وعلى الرغم من هذه الظروف غير المواتية، تم إحراز التقدم، ولا تزال هناك إمكانية لتحقيق المزيد من التقدم والنتائج في السنوات القادمة، وتوسيع نطاق هذه المشاريع وتعميمها في أماكن أخرى.
ويقوم مشروع دعم المياه والبيئة بمراقبة التقدم، ويعمل على توفير المساعدة الفنية المخصصة اللازمة لمواجهة الصعوبات، أو في حال تم تحديد أي احتياجات إضافية، والمساعدة من خلال التواصل للتعريف بالمشروع وأنشطته.
وقدمت منصة «أسبوع القاهرة للمياه 2021» مساحةً لشركاء مشروع دعم المياه والبيئة للتعريف بالمشاريع التجريبية/ الإيضاحية والأنشطة وفرصة ثمينة لنشر الدروس الأولية المستفادة للعديد من الجهات الفاعلة في المنطقة.