بدأت في العاصمة المغربية الرباط، هذا الأسبوع، أعمال المنتدى الافتراضي الإقليمي العربي الخامس للحد من مخاطر الكوارث، تحت شعار «من الخطر إلى الصمود: تسريع العمل المحلي للحد من مخاطر الكوارث»، الذي تنظمه وزارة الداخلية المغربية، ومكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث، وجامعة الدول العربية، بمشاركة ممثلي الدول العربية ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات حكومية مختصة عربية ودولية ومنظمات غير حكومية وممثلي المجتمع المدني.

يشكل المنتدى فرصة للدول العربية للإعلان عن التزامات متزايدة لتعزيز الاهتمام بالاستثمارات المعنية بالمخاطر، وإبراز التقدم المحرز في الاستراتيجيات والإنجازات الإقليمية والوطنية والمحلية، بما يتماشى مع إطار «سنداي»، والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث 2030، كما يمثل إطاراً دولياً وأممياً يهدف إلى منع نشوء أخطار جديدة للكوارث، والحد من الأخطار القائمة، عن طريق تنفيذ تدابير متكاملة وشاملة للحد من التعرض للمخاطر، وتعزيز القدرة على مواجهتها.

وستناقش جلسات المنتدى، التي تستمر على مدار 4 أيام، خلال الفترة من 8 إلى 11 نوفمبر 2021، عدة موضوعات تتعلق بالحد من مخاطر الكوارث في قطاع الصحة، في فترة ما بعد جائحة كوفيد-19، والتقدم المحرز في تنفيذ اتفاقية سنداي بالمنطقة العربية، ودور العلوم والتكنولوجيا في الحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية، والحلول القائمة على الطبيعة لزيادة القدرة على الصمود في المنطقة العربية.

ومن شأن نتائج المنتدى الإقليمي العربي الخامس للحد من مخاطر الكوارث، أن تسهم في إحاطة المنتدى السياسي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة لعام 2022 في نيويورك، والمنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث لعام 2022 في إندونيسيا.

يأتي تنظيم هذا المنتدى في الرباط للتأكيد على انخراط المملكة المغربية بشكل جدي ومسؤول في تنفيذ إطار سنداي، وكذلك إسهام المملكة المتواصل في تنفيذ الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث المعتمدة في مجلس جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى المساهمة في المنتديات العربية والإقليمية.

يتزامن تنظيم هذا المنتدى مع أعمال الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-26،) التي تتواصل في مدينة غلاسكو بأسكتلندا، والتي تشكل مناسبة بالنسبة للمغرب، للتأكيد على انخراطه المستمر في الجهود الدولية من أجل الحد من التداعيات السلبية للتغيرات المناخية، والكوارث الطبيعية المرتبطة بها، وعلى رأسها الجفاف والتصحر والفيضانات.

وفي تصريح لها بمناسبة انعقاد المنتدى الإقليمي العربي الخامس للحد من مخاطر الكوارث، أكدت مامي ميزوتوري، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، على الدور المحوري الذي تلعبه المنتديات الإقليمية والعالمية في دفع عجلة تنفيذ إطار سنداي، واعتبرت أن المنتدى يشكل «فرصة لوضع منطقة الدول العربية في صلب مناقشة جدول الأعمال الإقليمي لتنفيذ إطار سنداي».

وأكدت جامعة الدول العربية، بدورها، أن الحد من مخاطر الكوارث يتطلب شراكة فاعلة بين الحكومات والأمم المتحدة وكافة الشركاء على المستوى الإقليمي والوطني، حيث دعت جميع الحكومات وأصحاب المصلحة في المنطقة العربية إلى الاستثمار في المرونة، وتوفير الموارد اللازمة، وتعزيز الأطر المؤسسية لتمكينها من تسريع تنفيذ إطار سنداي، والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث.

وفي هذا الإطار، أكد السفير جمال الدين جاب الله، رئيس أمانة آلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث، على أن الجهود العربية المشتركة متواصلة للحد من مخاطر الكوارث، من خلال إقرار القمة العربية في الظهران، بالمملكة العربية السعودية، لهذه الآلية كإطار مؤسسي عربي رسمي، في إطار منظومة الجامعة العربية، والتي تمثل محفلاً عربياً تتشارك فيه الحكومات على أعلى المستويات مع الخبراء على الصعيد الفني والتقني، وبتعاون وشراكة مع كافة أصحاب المصلحة، وذلك في اتخاذ القرارات، ووضع الخطط التنفيذية، وتقييم إدارة الحد من مخاطر الكوارث، وضمان التنفيذ المنسق في المنطقة العربية على المستوى الإقليمي والوطني والمحلي.

وسلط سوجيت موهانتي، رئيس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث، الضوء على المسؤوليات المتزايدة للمنتديات الإقليمية، لتلبية الطلب المتزايد على جهود الحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية، وقال إنه  «على المدى الطويل، نهدف إلى إنشاء منتدى للمداولات التقنية والتشغيلية حول التقدم والتحديات والثغرات في تنفيذ إطار سنداي في المنطقة، وتسهيل المناقشة الإقليمية حول الحلول المبتكرة لتكامل إدارة مخاطر تغير المناخ، والحد من مخاطر الكوارث، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية».

ويتضمن المنتدى تنظيم جلسات رفيعة المستوى، للتأكيد على الالتزام السياسي القوي لتسريع تنفيذ إطار سنداي، والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث 2030، من خلال تعزيز وإدماج الحد من مخاطر الكوارث في استراتيجيات التنمية، والاستثمار في الوقاية من الكوارث والقدرة على الصمود.

ومن المتوقع أن يشكل «إعلان الرباط»، الذي ينتظر أن ينبثق عن هذا المنتدى، توثيقاً لهذا الالتزام، ومحطة لإصدار مجموعة من البيانات الطوعية للجهات المعنية بتنفيذ إطار سنداي، والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث 2030، وبالتالي وضع خطة العمل ذات الأولوية (2021 – 2024) للاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث 2030، لتسريع تنفيذ إطار سنداي في المنطقة العربية.