بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للفنون الإسلامية، اختتم الملتقى العربي للتراث الثقافي فعالياته في جناح الأمم المتحدة بمعرض «إكسبو دبي»، بالإعلان عن جائزة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية، وجائزة التراث الثقافي والتنمية المستدامة لطلبة المدارس في مختلف الدول العربية.
وعقد الملتقى العربي للتراث الثقافي فعاليات دورته الثالثة تحت عنوان «إعادة التفكير في مستقبل التراث والفنون الإسلامية»، تحت رعاية الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى بدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم الشارقة، على مدار يومي 17 و18 نوفمبر 2021.
جاء تنظيم الملتقى من قبل المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي «إيكروم – الشارقة»، بالتعاون مع مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عن العرب والمسلمين، التابعة لجامعة الشارقة، بالتزامن مع اليوم العالمي للفنون الإسلامية، الذي أعلنته منظمة اليونسكو في 18 نوفمبر 2019، بهدف زيادة الوعي بالفنون الإسلامية، والتعريف بإسهاماتها الحضارية.
شارك في جلسات الملتقى، التي عقدت في رحاب جامعة الشارقة، خلال اليوم الأول، وفي جناح الأمم المتحدة بمعرض «إكسبو دبي»، خلال اليوم الثاني، مجموعة كبيرة من الخبراء والأكاديميين والباحثين والطلاب والمفكرين والمؤرخين والمهندسين المعماريين، إضافة إلى علماء الآثار والمختصين في مجال حفظ التراث من المنطقة العربية والعالم.
وسعى الملتقى إلى توفير منصة لمناقشات متعددة التخصصات، حول الموروثات الفنية والمعمارية الإسلامية في الحاضر والمستقبل، لاستكشاف دور التراث الفني الإسلامي في تجسير الأزمنة والجغرافيا، وتقارب الثقافات، وتعزيز الحوار بينها.
وأشارت الدكتورة دينا عساف، المنسق الإقليمي للأمم المتحدة بدولة الإمارات، إلى أن الملتقى العربي للتراث الثقافي يأتي في توقيت مناسب تماماً، حيث يصادف الاحتفال باليوم العالمي للفنون الإسلامية، وأكدت أن دور الفنون والتراث الإسلامي في تجسير الأزمنة والجغرافيا، وتقارب الثقافات وتعزيز الحوار بين الثقافات، يشكل الجوهر والمعاني التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من هذا الفن بجميع أشكاله.
وفي ختام الملتقى، ترأس الدكتور زكي أصلان، مدير «إيكروم – الشارقة»، جلسة مفتوحة لمناقشة كافة الموضوعات التي تم طرحها خلال الجلسات، بهدف الخروج بنتائج وتوصيات لمتابعة أهداف الملتقى، على أن يتم مشاركتها، مع كافة وقائع الملتقى، في المواقع الإلكترونية الخاصة بالجهات المنظمة، وعلى الصفحة الخاصة بالملتقى.
وتم خلال الجلسة الختامية للملتقى الإعلان عن إطلاق الدورة الثالثة من جائزة «إيكروم – الشارقة» للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية (2021 – 2022)، والتي تُمنح مرة كل سنتين، وتهدف إلى تكريم ومكافأة الأعمال المتميزة التي تسهم في حماية التراث الثقافي المادي وإحيائه في العالم العربي.
يسلط برنامج جائزة الممارسات الجيدة لحفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية، هذا العام، الضوء على جودة عملية الحفظ المعنية، وعلى المهارات الفنية، والأثر الاجتماعي للمشروع، علماً بأن الموعد النهائي لتقديم الطلبات والترشح للمسابقة هو 30 يناير 2022.
كما تم الإعلان عن إطلاق دورة جديدة من المسابقة الإقليمية حول «التراث والتنمية المستدامة» لطلبة المدارس في الدول العربية، بعنوان «تراثنا يجمعنا»، التي ينظمها مكتب «إيكروم – الشارقة»، بالتعاون مع اللجان الوطنية لليونسكو في المنطقة العربية، علماَ بأن الموعد النهائي لتقديم الطلبات والترشح للمسابقة هو أيضاً 30 يناير 2022.
ويُعتبر المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي «إيكروم – الشارقة» ثمرة تعاون بين المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية «إيكروم» وحكومة إمارة الشارقة، وقد صدر القرار بإنشاء المكتب خلال اجتماع الجمعية العامة الـ27 للمنظمة، في مقرها الرئيسي بالعاصمة الإيطالية روما، في نوفمبر 2011، ويكرس المكتب الإقليمي نشاطاته لحماية التراث الثقافي في الوطن العربي.
أما مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عن العرب والمسلمين، فقد أنشئت بقرار من الدكتور سلطان القاسمي في يناير 2015، لتكون مؤسسة علمية رائدة عالمياً تخدم التراث العلمي العربي والإسلامي، وتسعى المؤسسة لإحياء التراث العلمي العربي والإسلامي، وتقديمه للباحثين في جميع الأوعية الثقافية والفكرية والتراثية، من خلال عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل، لتكون جسراً للحوار والتواصل، وميداناً للتفاعل بين الثقافات.