وضعت مبادرة «حياة كريمة» تحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن أولوياتها منذ بداية المرحلة الأولى، التي استهدفت تنمية وتطوير أكثر من 143 قرية، ومئات العزب والكفور والنجوع التابعة لها، موزعة على 46 مركزاً، في 11 محافظة، ليستفيد منها 1.8 مليون مواطن على جميع الأصعدة والقطاعات الخدمية، التي تشمل الصحة والتعليم والبنية التحتية.

وتهدف المبادرة، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2019، تحويل أكثر من 4670 قرية إلى مجتمعات ريفية مستدامة، حيث تم تصنيف المبادرة، من قبل الأمم المتحدة كإحدى أفضل الممارسات الدولية لأهداف التنمية المستدامة، لما لها من أثر إيجابي في خفض معدلات الفقر، كونها أكبر مبادرة تنموية في العالم، تستهدف أكثر من 58 مليون مواطن، بتكلفة مالية تتجاوز 800 مليار جنيه، على مدار 3 سنوات.

ومن أبرز نتائج مبادرة «حياة كريمة»، التي يجري تنفيذ مرحلتها الثانية حالياً، ارتفاع عدد القرى التي تتوافر فيها وحدات صحية بنسبة 1.9%، كما ارتفع عدد القرى التي تتوافر بها خدمات الصرف الصحي بنسبة 9.3%، كما ساهمت مشروعات المبادرة في زيادة نسبة القرى التي تتوافر فيها مدرسة إعدادية بنحو 4.2%، كما ارتفع عدد القرى التي تتوافر فيها خدمات الغاز الطبيعى بنسبة 4.5%.

وعلى صعيد جهود المبادرة الرئاسية في دعم الأسرة وتمكين المرأة المصرية، فقد ارتفع عدد الأسر المستفيدة من برنامج «تكافل وكرامة»، إلى ما يزيد على 14 مليون و300 ألف شخص، بتكلفة بلغت أكثر من 19 مليار جنيه، خلال عام 2021، وجاءت نسبة السيدات حوالي 78% من إجمالي المستفيدين، بالإضافة إلى ارتفاع قيمة القروض الميسرة إلى 1.4 مليار جنيه، تستفيد منها حوالي 220 ألف سيدة.

دراسة حديثة للمركز المصري للفكر والدراسات كشفت عن أن الواقع من التنمية المستدامة الشاملة يستند على توافر فرص عمل تتلاءم مع طبيعة الأماكن في القرى المصرية، وثقافة الأشخاص القاطنين بها، ولهذا أدرجت مبادرة «حياة كريمة» قطاعاً متنوعاً يُسمى «المشروعات التنموية» للفئات المستهدفة، بهدف تمكينهم اقتصادياً، وتوفير فرص عمل مستدامة لهم.

ومن المشروعات التنموية التي تتضمنها المبادرة، مشروعات خطوط إنتاج وتصنيع الإنترلوك، ومراكز لتجميع وتصنيع الألبان، وإنشاء مشاغل لتعليم الفتيات حرف النول والخياطة، ومشاغل يدوية لتصنيع السجاد والكليم اليدوي، ومراكز لتصنيع منتجات النخيل، وورش لتعليم صناعات منتجات الأخشاب، وغيرها من المشروعات التنموية المختلفة والمتعددة.

ويتم اختيار هذه المشروعات بناءً على هوية القرى وثقافة أهلها المهنية ومهاراتهم الحرفية، حيث أن القرى التي يشتهر أهلها بالصيد مثلاً، تعمل المبادرة على إنشاء ورش لتعليم وتصنيع مراكب الصيد، وهكذا وفقًا لطبيعة المكان وثقافة الأشخاص، مما يخلق فرص عمل مستدامة، وتمكين اقتصادي واجتماعي لأبناء الريف، خاصةً الفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً والعمالة غير المنتظمة.

كما تسعى مبادرة «حياة كريمة» إلى تعزيز إجراءات الحماية الاجتماعية، وخاصةً للمرأة الريفية بصفة عامة، والمرأة المعيلة بصفة خاصة، حيث تشير التقديرات إلى وجود نحو 3 ملايين أسرة تعولها النساء، حيث تتمثل المرأة المعيلة ضمن الفئات المستهدف تحسين دخلها وأوضاعها المعيشية، في آليات اختيار القرى وترتيب الأولويات، تحقيقاً لرؤية القيادة السياسية، بالتنسيق مع الوزارات المعنية.

وتعتمد المبادرة على اعتبار أن التنمية الاقتصادية هي حجر الزاوية لإحداث التغيير المطلوب في حياة المواطنين بالقرى، خاصةً وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحرص على توجيه الحكومة، بصورة مستمرة، لاتخاذ خطوات جادة من أجل دعم وتمكين المرأة في جميع المجالات، وعلى كافة الأصعدة.

وفي إطار تعزيز الدعم الرئاسي للمرأة، تم إطلاق مبادرة «مستورة»، التي تستهدف المرأة المعيلة، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بهدف تغيير الأوضاع المعيشية، وإحداث نقلة في تحسين جودة الحياة والعمل على التمكين الاقتصادي للأسر الأولى بالرعاية، والفئات الأكثر احتياجاً، خاصةً المرأة.