في إطار الاستعدادات الجارية لاستضافة الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) في مدينة شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر 2022، أطلقت جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة مبادرة بعنوان «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، بغرض حشد الجهود المجتمعية للمشاركة في التحضيرات الجارية لاستضافة قمة المناخ، التي تُعقد لأول مرة في مصر.

تهدف المبادرة المدنية، التي أطلقها المكتب العربي للشباب والبيئة بالتعاون مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، والمنتدى الوطني لنهر النيل، خلال احتفالية «يوم البيئة الوطني» لعام 2022، أواخر شهر يناير الماضي، وحظت برعاية معالي وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى تحفيز وتفعيل دور المشاركة المجتمعية والمؤسسات المختلفة المعنية وذات الصلة لبداية التحضير الجيد لقمة المناخ، مع زيادة البنية المعرفية بأهم المحاور التي ستركز عليها مصر خلال القمة، في ضوء توصيات القمة السابقة، وتوحيد الرؤى وكذلك بلورة موقف مدني مصري لعرضه خلال فعاليات القمة، بالإضافة إلى عرض قصص النجاح.

كما تسعى المبادرة إلى التعريف بالدور المجتمعي والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات والأفراد للمساهمة في إنجاح فعاليات القمة والاستفادة من حدوثها على أرض مصر. وعليه تهتم المبادرة بتأهيل قطاعات الشباب والمرأة من أجل التحضير الجيد لقمة المناخ، والمشاركة في فعالياتها، بجانب إنشاء روابط متبادلة بين الشركاء بهدف وضع خطط لأنشطة على أرض الواقع، ووضع مقترحات لمشروعات توجد حلولا لتحديات تغير المناخ.

تتضمن المبادرة إطلاق منصات محلية في مختلف المحافظات، بلغ عددها حتى الآن 15 محافظة، بهدف خلق حوار محلى حول التحديات التي تواجهها كل محافظة نتيجة التغيرات المناخية، ووضع خطة عملة محلية، ترتكز محاورها على الموارد المتاحة محليا تهدف إلى رفع الوعى المجتمعي والحث على تطبيق الممارسات التي من شأنها المساهمة في الحد من تغير المناخ. وقد تم عقد الاجتماع الأول للمنصات المحلية فى 14 محافظة، تشمل كلاً من أسوان، والأقصر، وقنا، وسوهاج، وأسيوط، وبني سويف، والفيوم، والدقهلية، والغربية، وكفر الشيخ، والسويس، البحر الأحمر،وشمال سيناء، وجنوب سيناء

فقد تم اختيار إحدى الجمعيات الاهلية النشيطة في كل محافظة، لتتولى مهام تنسيق أعمال المنصة المحلية للمبادرة في نطاق المحافظة، على أن تضم المنصة ممثلين عن مختلف الأطراف المعنية، والتي تتنوع بين هيئات حكومية ومؤسسات دينية وجهات أكاديمية ومنظمات غير حكومية.

تتضمن الهيئات المشاركة في المنصة المحلية مديريات التضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، والزراعة واستصلاح الأراضي، والموارد المائية والري، والكهرباء والطاقة المتجددة، والتربية والتعليم، بالإضافة إلى إدارات شئون البيئة بالمحافظات.

كما تهتم المبادرة بالتنسيق التام مع ممثلين عن المؤسسات الدينية، ممثلة في مشيخة الأزهر الشريف، وأسقفية الخدمات، والجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، إلى جانب عدد من الجهات الأكاديمية، والمراكز العلمية والبحثية، والمجالس التشريعية، والمجلس القومى للأمومة والطفولة، والمجلس القومي للمرأة، والمؤسسات الإعلامية، ومنظمات المجتمع المدني.

وخرجت الاجتماعات التي عقدتها المنصات المحلية في مختلف المحافظات بعدد من خطط العمل المحلية التي تتضمن مجموعة من الأنشطة المقترح تنفيذها خلال الأشهر القليلة القادمة بهدف زيادة التوعية المجتمعية بقضايا تغير المناخ، بالتركيز على دور الأفراد والمؤسسات استعدادا لقمة المناخ، ومنها الاستفادة من إدارات وأقسام البيئة السكانية بمديريات التعليم، لنشر الوعي والتثقيف لكل منتسبي التربية والتعليم، وعقد الندوات وورش العمل للطلاب حول تأثيرات التغيرات المناخية، مع تقديم الوعي داخل مراكز الشباب وفروع المجلس القومي للمرأة، والاستعانة بتوجيه مسئولي الأزهر والكنيسة كمنابر اساسية لنشر الوعي.

وكذلك إعداد مواد توعوية ونشر تلك الرسائل التوعوية من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تكوين فريق من المتطوعين لنشر ميثاق الشرف لمواجهة التغيرات المناخية.

كما أوصى أعضاء المنصة بضرورة دعم ومساندة الجمعيات الأهلية لتنفيذ أنشطة مثل زيادة المساحات الخضراء، ترشيد استخدام الموارد من المياه والطاقة، وتعميم الاهتمام بتحسين كفاءة الطاقة، والاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة كبدائل لأنظمة الطاقة التقليدية، مثل الاعتماد على الطاقة الشمسية والتوسع في تنفيذ وحدات البيوجاز كبدائل آمنة للطاقة، وكذلك استخدام الدراجات كوسيلة مواصلات آمنة ونظيفة ومنخفضة التكلفة، علاوة على زيادة قدرة المجتمعات المحلية على التكيف مع التغيرات المناخية ووضع الاليات الخاصة بها.

وفى النهاية، فإن جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة ترحب بكل من لديه رغبة صادقة ومخلصة للانضمام لتلك المبادرة من الجمعيات الأهلية والجهات المعنية لتحقيق أهدافها المرجوة بإتباع نهجا تشاركيا فعالا.