ستظل كل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية، سواء كانت الحكومية منها أو المدنية، محفزة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، في إطار تحقيق هذه الرؤية، نظمت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الإسكوا»، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شئون البيئة، الإجتماع التشاوري الإقليمي حول الأبعاد البيئية لخطة التنمية المستدامة 2030، تحت عنوان «حلول وعمل من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في ظل الأزمات البيئية الثلاث التي يواجها الكوكب»، وذلك يوم 2 مارس 2023 بمقر الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت.

جاء هذا الاجتماع التشاوري، الذي شاركت فيه الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، في ظل الاستعدادات لانعقاد المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2023، الذي ينعقد سنوياً، في ظل الاستعدادات الإقليمية للمنتدى السياسي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة لنفس العام، وحظي الاجتماع بمشاركة واسعة من المسؤولين الحكوميين من مختلف الدول العربية، إضافة إلى مجموعة من الخبراء والمتخصصين وأعضاء منظمات المجتمع المدني، وممثلي العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، وممثلي القطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية.

استهدف الاجتماع، بوجه عام، اقتراح ووضع الحلول اللازمة والإجراءات المطلوبة لتحقيق التقدم في حماية البيئة والموارد الطبيعية في المنطقة العربية، في سياق الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات سريعة وعاجلة، خاصةً في ظل الأزمات البيئية الثلاثة التي يواجهها كوكب الأرض، والممثلة في التغيرات المناخية، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، وذلك بالتركيز بشكل خاص على 5 أهداف من ضمن الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة، وهي نفس الأهداف التي يركز عليهم المنتدى السياسي رفيع المستوى لعام 2023، وتتمثل في الأهداف أرقام 6 و7 و9 و11 و17، والتي تواجه تحديات كبيرة ومتوالية، في أعقاب جائحة «كوفيد 19»، وتداعيات النزاعات على المستويين الإقليمي والعالمي.

ناقشت جلسات اللقاء أثر الأزمات البيئية الثلاثة على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، واستعرض المشاركون التحديات البيئية التي تواجهها المنطقة العربية، كما ناقش الاجتماع الفرص المتاحة لكيفية تحقيق الاستدامة في ظروف النزاعات والهشاشة، وكذلك الإجراءات المطروحة من أجل الوصول إلى مدن مرنة ومستدامة، كما تطرقت المناقشات إلى محور «الصناعات الخضراء»، ومدى ارتباطه بالتحول إلى الاقتصاد الأخضر.

وفي إطار مشاركتها في هذا الاجتماع التشاوري الإقليمي، استعرضت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» مبادرتها من أجل مدن مرنة ومستدامة في المنطقة العربية، حيث قدمت، خلال الجلسة الثانية من فعاليات الاجتماع، والتي كان محورها «إجراءات من أجل مدن مرنة ومستدامة»، عرضاً لجهود الشبكة في مجال تعزيز الاستدامة والمرونة في المدن العربية، من خلال تقديم نماذج لمشروعات ومبادرات نفذتها «رائد»، من خلال أعضائها في عدد من الدول العربية.

كما سلطت «رائد» الضوء على أهم الفرص المتاحة لاستعادة النظم الإيكولوجية في مختلف الدول العربية، من خلال تعزيز إجراءات حماية الأنواع النادرة أو المعرضة لمخاطر التدهور والاندثار، كما تم استعراض عدد من التحديات التي يمكن أن تعيق عمل منظات المجتمع المدني في هذا السياق، ومنها ضعف التمويل بما يتناسب مع حجم التأثيرات الهائلة، الناجمة عن الأزمات البيئية الثلاثة المطروحة للمناقشة خلال محاور اللقاء، سواء ما يتعلق منها بالتغيرات المناخية، أو فقدان التنوع البيولوجي، أو التلوث بكافة أشكاله وأنواعه.

كما تطرقت «رائد» إلى عدد آخر من التحديات، التي تشكل عقبة أمام منظمات المجتمع المدني العاملة في مجالات البيئة والتنمية المستدامة، ودعت إلى أهمية تحديث التشريعات البيئية المعنية بقطاعات التنمية المختلفة، ولفتت إلى أهمية المكون الخاص بمبادئ التعليم من أجل التنمية المستدامة، ودور الإعلام، خاصةً المعنيين بالبيئة والتنمية المستدامة، على المستويين الإقليمي والدولي.