منذ انطلاق دورته الأولى في عام 2008، شكل المؤتمر السنوي للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بدولة الإمارات العربية المتحدة، منصة هي الأولى من نوعها في منطقة الخليج والشرق الأوسط، لمناقشة كل ما هو جديد في مجال إدارة الطوارئ والأزمات، سعياً إلى توحيد الجهود العالمية في هذا المجال، في ضوء التهديدات والمخاطر المتزايدة حول العالم.

جاءت قمة إدارة الطوارئ والأزمات «أبوظبي 2023»، تحت رعاية الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني، بمشاركة أكثر من 20 مسؤولاً من كبار المسؤولين في الهيئات الوطنية والإقليمية والعالمية المعنية بإدارة الأمن والطوارئ والأزمات، بالإضافة إلى نخبة من الخبراء والمختصين والمهتمين، ممثلين لأكثر من 11 دولة.

تميزت نسخة هذا العام من قمة إدارة الطوارئ والأزمات عن المؤتمرات السابقة، بتحويلها إلى حدث دولي، بهدف إتاحة الفرصة لعقد لقاءات بين الخبراء والمختصين في مجال إدارة الطوارئ والأزمات، سواء من ممثلي الجهات الحكومية، أو المنظمات الدولية، أو من القوات المسلحة والأجهزة المعنية الأخرى، بالإضافة إلى ممثلي السفارات والهيئات الأجنبية، وممثلي كبرى الشركات العاملة في هذا المجال.

وشهدت قمة «أبوظبي 2023» مشاركة متميزة من جانب الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، ممثلة في المنسق العام للشبكة، الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، الذي ألقى كلمة خلال فعاليات اليوم الثاني من القمة، خلال جلسة بعنوان «إعداد المجتمع للطوارئ والأزمات»، والتي أكدت على أهمية الوعي المجتمعي في مواجهة الأزمات والكوارث.

ووضعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث مجموعة من الأهداف نصب عينيها، من خلال هذه القمة، التي عقدت فعالياتها على مدار يومي 9 و10 مايو، في مقدمتها توفير منصة عالمية لتعزيز الشراكات والتعاون الدولي وتبادل الخبرات، إضافة إلى ترسيخ مفهوم القدرة على الصمود، من خلال استعراض أفضل الممارسات العالمية في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

كما استهدفت القمة استشراف المخاطر والتطورات المستقبلية، بهدف تعزيز الاستجابة العالمية للأزمات والطوارئ العابرة للحدود، من خلال نهج تعاوني دولي متناغم، فضلاً عن تعزيز سمعة دولة الإمارات العربية المتحدة، وإبراز القدرات الوطنية، والكوادر المتخصصة، والنموذج الإماراتي المتفرد في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

وخرجت قمة «أبوظبي 2023» بمجموعة من التوصيات، يمكن أن تشكل خارطة طريق مستقبلية لإدارة الطوارئ والأزمات، تتضمن التأكيد على أهمية مواجهة الجيل الجديد من المخاطر المدفوعة بالظروف الاقتصادية، بالإضافة إلى أهمية التخطيط لعمليات التصدي لحالات الطوارئ، وتعزيز التعاون بين جميع أطراف منظومة الطوارئ والأزمات، وفي مقدمتها مؤسسات المجتمع المدني.

كما تضمنت التوصيات وضع التعليم والتدريب أساساً للارتقاء بأداء مؤسسات الطوارئ والأزمات، وتطوير معايير دولية أكثر كفاءة لحوكمة إدارة الطوارئ والأزمات، واستمرار التنسيق والتعاون والتكامل بين الدول والمنظمات الداعمة لمؤسسات الطوارئ والأزمات المحلية، لإرساء الثقة في تبادل المعلومات والخبرات بين المنظمات الدولية، ودول وأقاليم العالم المختلفة.

وكذلك، أوصت القمة بتوظيف التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، في منظومة إدارة الطوارئ والأزمات الوطنية، ورفع المستوى الثقافي لأفراد المجتمع، بهدف تعزيز مناعة المجتمع ضد الأخطار، وبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال المقبلة، لتعزيز العمل المناخي الدولي، فضلاً عن الاستثمار في المدن، لتقليل الأثر الاقتصادي للأزمات المستقبلية الناجمة عن تغير المناخ.

وفي ختام أعمال القمة، قام رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، علي سعيد النيادي، يرافقه عدد من قيادات الهيئة، بتكريم المتحدثين ومديري الجلسات، خلال الفعاليات التي استمرت على مدار يومين، وأكد أن نجاح قمة إدارة الطوارئ والأزمات هذا العام يعد تحدياً للنسخة القادمة، التي نتطلع فيها لتقديم الأفضل على المستويات المحلية والدولية.