منذ الاحتفال بيوم البيئة العالمي للمرة الأولى في عام 1973، بدأ البشر مسيرة شاقة، تمتد إلى 50 عاماً حتى الآن، باتجاه صياغة رؤية أساسية مشتركة للحفاظ على البيئة البشرية وتعزيز مقوماتها.

جاء الاحتفال بيوم البيئة العالمي في العام التالي لإنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، كأكبر وكالة دولية معنية بالقضايا البيئية، وذلك في أواخر عام 1972، الذي كان بمثابة نقطة تحول في تطوير السياسات البيئية الدولية.

ففي الفترة بين 5 و16 يونيو 1972، عقدت الأمم المتحدة أول مؤتمر حول القضايا البيئية، بعنوان البيئة البشرية، في العاصمة السويدية ستوكهولم، الذي لفت أنظار العالم إلى المخاطر البيئية التي باتت تهدد مقومات استمرار الحياة على كوكب الأرض.

وفي منتصف ديسمبر من نفس العام، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارين تاريخيين، أحدهما يتعلق بإنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والثاني ينص على اعتبار يوم 5 يونيو من كل عام يوماً عالمياً للبيئة.

ومنذ ذلك التاريخ، أصبح يوم البيئة العالمي بمثابة منصة سنوية، تنضم إليها أكثر من 150 دولة من مختلف أنحاء العالم في كل عام، بهدف تسليط الضوء على التحديات البيئية الملحة، كما يمثل دعوة عالمية للتصالح مع الطبيعة، وإحداث تغييرات إيجابية، تساعد على جعل الكوكب أكثر أمناً واستدامة.

الطريق نحو التصالح مع الطبيعة لم تكن ممهدة، وإنما تميزت بوعورة كبيرة، حيث تزايدت التحديات البيئية وتفاقمت بشكل غير مسبوق، بدايةً من مشكلات تلوث الهواء والتربة والمياه، وفقدان التنوع البيولوجي، وتدهور الأراضي، وصولاً إلى التغيرات المناخية، وما ينجم عنها من تداعيات بالغة.

يستعرض موقع «جسور 2030»، في هذا التقرير، أبرز المحطات التي مر بها العمل البيئي خلال السنوات العشر الأخيرة، حتى اختيار موضوع يوم البيئة العالمي هذا العام 2023، الذي يسعى إلى جذب انتباه العالم لمشكلة التلوث بمخلفات البلاستيك.

2023.. دحر التلوث البلاستيكي

في فبراير/ شباط الماضي، أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن دولة ساحل العاج ستستضيف احتفالات يوم البيئة العالمي لعام 2023، تحت عنوان “دحر التلوث البلاستيكي”، في إطار الجهود العالمية الرامية إلى إيجاد حلول لمشكلة التلوث بالبلاستيك، التي باتت تشكل عبئاً على النظم البيئية، من البحار والأنهار إلى قمم الجبال، كما يؤثر سلبياً على صحة الإنسان والحيوان، ويشكل تهديداً للتنوع البيولوجي.

2022.. لا نملك سوى أرض واحدة

بمناسبة مرور 50 عاماً على مؤتمر البيئة البشرية، الذي يُعد أول قمة بيئية في العالم، احتفلت الأمم المتحدة بيوم البيئة العالمي في ستوكهولم بالسويد، تحت شعار “لا نملك سوى أرض واحدة”، لتسليط الضوء على الحاجة الملحة لسرعة العمل على حماية الموطن الوحيد للبشرية، وإصلاح النظم البيئية.

وفيما شهد الاحتفال الرسمي بيوم البيئة العالمي لعام 2022، مشاركة أكثر من 65 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم، عبر الإنترنت، وفق تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فقد تعهدت السويد، بصفتها البلد المضيف، بالتوقف عن إصدار تراخيص جديدة لاستخراج النفط والغاز الطبيعي والفحم.

2021.. إصلاح النظم الإيكولوجية

استضافت باكستان الاحتفال الرسمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بيوم البيئة العالمي في عام 2021، تحت عنوان “إصلاح النظم الإيكولوجية”، والذي سلط الضوء على كيفية استغلال البشر للنظم البيئية، ودعا الاحتفال إلى بذل مزيد من الجهود العالمية لإصلاح الضرر الذي وقع بالفعل.

جاء احتفال يوم البيئة العالمي، في باكستان، بمثابة إطلاق رسمي لعقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية (2021 – 2030)، للتأكيد على أهمية بذل مزيد من الجهود العالمية، من أجل التخفيف من وطأة تغير المناخ، وتعزيز التنمية المستدامة.

2020.. حان الوقت من أجل الطبيعة

جاء احتفال يوم البيئة العالمي لعام 2020 في كولومبيا، بعنوان “حان الوقت من أجل الطبيعة”، في دعوة عالمية للحفاظ على التنوع البيولوجي، وأصدر المشاركون في الاحتفال، الذي جاء وسط قلق عالمي بسبب جائحة “كوفيد”، بياناً أكدوا فيه “لقد حان وقت العمل الآن، إذا أردنا ضمان حاضرنا ومستقبلنا”.

وخرج احتفال يوم البيئة العالمي في 2020 بهدف عالمي جديد، وفق بيان وقعه قادة 14 دولة، بما فيها الدولة المضيفة وفرنسا وفنلندا وسيشل وكوستاريكا، يتمثل في العمل على حماية ما لا يقل عن 30% من الأراضي اليابسة والمحيطات على كوكب الأرض بحلول 2030.

2019.. دحر تلوث الهواء

استضافت الصين احتفال عام 2019، بعنوان “دحر تلوث الهواء”، والذي يشكل حالة طوارئ عالمية، تتسبب في حوالي 7 ملايين حالة وفاة مبكرة سنوياً، وحث برنامج الأمم المتحدة للبيئة على العمل الجماعي من أجل تحسين جودة الهواء في المدن، واستكشاف الطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء.

2018.. دحر التلوث البلاستيكي

تحت شعار “دحر التلوث البلاستيكي”، جاء احتفال يوم البيئة العالمي لعام 2018، الذي استضافته الهند، حيث تم تنظيم حملة لتنظيف شاطئ “فيرسوفا”، في مومباي، بمشاركة أكثر من 6000 شخص، تمكنوا من جمع ما يقرب من 90 ألف كيلوجرام من المخلفات البلاستيكية.

2017.. أنا مع الطبيعة

جاء احتفال يوم البيئة العالمي لعام 2017، الذي استضافته كندا، تحت عنوان “أنا مع الطبيعة”، بهدف ربط الناس مع الموارد الطبيعية، وحثهم على التمتع بالطبيعة وحمايتها، مع الدعوة إلى حماية الأرض التي نعيش عليها جميعاً.

2016.. حماية الحياة البرية

تحت عنوان “حماية الحياة البرية”، تم الاحتفال بيوم البيئة العالمي لعام 2016 في أنغولا، ليشكل نقطة انطلاق أكبر حملة رقمية للأمم المتحدة لمواجهة الجريمة الدولية للحياة البرية، ووعدت الدولة المضيفة بوقف الإتجار في عاج الفيل، وكذلك تعهدت الصين، الوجهة الرئيسية لمنتجات الحياة البرية غير المشروعة، بإغلاق سوق العاج المحلي.

2015.. استهلك بعناية

تحت شعار “سبعة مليارات شخص على كوكب واحد.. استهلك بعناية”، جاء احتفال يوم البيئة العالمي لعام 2015، في مدينة ميلانو الإيطالية، وتم نشر أكثر من 500 مقطع فيديو عن كفاءة استخدام الموارد والاستهلاك والإنتاج المستدامين، على مواقع التواصل، بما في ذلك مقاطع الأخبار والأفلام الوثائقية.

2014.. لا ترفع مستوى سطح البحر

تمثل موضوع اليوم العالمي للبيئة عام 2014، في “ارفع صوتك وليس مستوى سطح البحر”، واستضافته جزيرة بربادوس، بالتزامن مع السنة الدولية للدول الجزرية الصغيرة النامية، بهدف التوعية بالمخاطر التي تواجه الدول الجزرية جراء تغير المناخ.

2013.. فكر وكل ووفر

جاء احتفال يوم البيئة العالمي عام 2013، تحت شعار “فكر وكل ووفر”، بهدف الحد من إهدار الغذاء، وتم اختيار منغوليا لاستضافة الحدث الرسمي للأمم المتحدة، نظراً لجهودها في التحول إلى الاقتصاد الأخضر، في القطاعات الرئيسية، مثل التعدين، وجهودها في تعزيز وعي الشباب بالقضايا البيئية.

2012.. هل أنت مشارك؟

بمناسبة مرور 20 عاماً على مؤتمر قمة الأرض في مدينة ريو دي جانيرو عام 1992، استضافت المدينة البرازيلية احتفال يوم البيئة العالمي لعام 2012، وكان موضوعه “الاقتصاد الأخضر: هل أنت مشارك؟”، وتم خلال الاحتفال، الذي جاء قبل أيام من مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة “ريو + 20″، إطلاق مبادرة البيئة الخضراء في الأمم المتحدة.