شاركت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» في فعاليات ورشة العمل الإقليمية التي نظمها مركز الاتحاد الدولي لصون الطبيعة للتعاون في البحر الأبيض المتوسط (IUCN-Med)، بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي (AECID)، تحت عنوان «السياحة المستدامة والسياحة البيئية»، والتي استضافتها العاصمة التونسية، خلال الفترة من 23 إلى 25 يونيو 2025، ضمن برنامج «مبادرات» التدريبي، الذي يركز على تمكين منظمات المجتمع المدني في المنطقة.
تمثل هذه المشاركة امتداداً لجهود «رائد» في تعزيز مفاهيم التنمية المستدامة في مصر والمنطقة العربية، ولاسيما في ما يتعلق بتطبيق الحلول المستندة إلى الطبيعة في القطاعات الحيوية مثل السياحة، بما يسهم في تحقيق التوازن بين الحفاظ على الموارد البيئية، وتنمية المجتمعات المحلية.
شهدت الورشة حضور 43 مشاركاً يمثلون منظمات المجتمع المدني من ست دول متوسطية تشمل مصر وتونس والجزائر والمغرب ولبنان وليبيا، وتضمنت جلسات تفاعلية وزيارات ميدانية وتدريبات عملية حول تخطيط المبادرات السياحية المستدامة، وتبادل الخبرات في مجال الحوكمة المحلية، وإدارة الزوار، وربط المجتمعات المحلية بالفرص الاقتصادية من خلال السياحة البيئية.
وأكدت «رائد»، خلال مشاركتها في ورشة العمل الإقليمية، على أهمية تبني النهج التشاركي في تطوير السياحة البيئية، خاصةً وأن مصر تمتلك مقومات طبيعية وثقافية فريدة، تؤهلها لريادة هذا النوع من السياحة، لاسيما في المحميات الطبيعية والمجتمعات المحلية في مناطق مثل «الفيوم وسانت كاترين وسيوة والبحر الأحمر»، حيث تنشط الشبكة في تنفيذ مشروعات صغيرة تعزز الاستدامة وتكامل الموارد.
تضمن اليوم الأول من الورشة جلسات نظرية، قادها عدد من الخبراء الدوليين، تناولوا خلالها الأسس النظرية للسياحة المستدامة، والتحديات التي تواجه السياحة البيئية في منطقة المتوسط، ومقومات دمج المجتمعات المحلية في سلاسل القيمة السياحية، كما عُرضت نماذج ناجحة من مشروعات سياحية مجتمعية نفذها شركاء برنامج «مبادرات» في الأعوام الماضية.
وشهد اليوم الثاني تنظيم زيارتين ميدانيتين مميزتين إلى كل من حديقة «إشكل» الوطنية، أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة «اليونسكو»، ومنطقة «غار الملح»، المصنفة ضمن مواقع الحماية بموجب اتفاقية «رامسار»، حيث تعرف المشاركون على تجارب رائدة في إدارة المناطق المحمية، وتنشيط السياحة البيئية، بالتوازي مع حماية التنوع البيولوجي، وتمكين السكان المحليين من الاستفادة الاقتصادية، دون الإضرار بالأنظمة البيئية الهشة.وشاركت «رائد» بفاعلية في جلسات اليوم الثالث، والتي خُصصت لتطوير مفاهيم أولية لمشروعات سياحية قائمة على الحلول المستندة إلى الطبيعة، باستخدام أدوات التخطيط التشاركي ومنهجية التصميم المرتكز على النتائج، مع التركيز على دمج النوع الاجتماعي ومشاركة الشباب.
وتعكس مشاركة «رائد» في هذه الفعالية التزامها المستمر بدعم مسارات التنمية المستدامة في مصر والمنطقة العربية، من خلال بناء قدرات المجتمعات المحلية، وتعزيز دمج البعد البيئي في الأنشطة الاقتصادية، والترويج لممارسات سياحية تراعي التوازن بين الإنسان والطبيعة