«فؤاد»: مبادرة «تيراميد» نموذج واقعي للربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر
«عدلي»: تثبيت مكتسبات المرحلة الأولى بدمج التوصيات بالسياسات الوطنية وتعزيز القدرات الإعلامية

بحضور ومشاركة الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، وتحت رعايتها، أعلن الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، إطلاق المرحلة الثانية من حملة «تيراميد» للتحول العادل والمستدام في الطاقة بمنطقة المتوسط، وذلك فى حضور ممثلين عن حملة «تيراميد» من خارج مصر، إلى جانب ممثلين عن الجهات المعنية، والخبراء والأكاديميين، ومنظمات المجتمع المدني، وممثلين عن وسائل الإعلام المختلفة، وذلك بالمركز البيئي الثقافي التعليمي «بيت القاهرة»، فى منطقة الفسطاط.


وأكدت وزيرة البيئة، في كلمتها، على أهمية مبادرة «تيراميد» للبيئة وتغير المناخ، واعتبرت أن أبرز ما يميز هذه المبادرة أنها تنبع من المجتمع المدني، لتواكب طموحات مؤتمرات الأمم المتحدة لتغير المناخ، خاصةً القرارات المتعلقة بدعم التحول للطاقة المتجددة، والتركيز على منطقة البحر المتوسط، والتحديات التي تواجهها دول المنطقة، نتيجة تغير المناخ، خاصةً التأثيرات على المجتمعات المحلية.
واستعرضت وزيرة البيئة جانباً من جهود مصر في ملف الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصةً فيما يتعلق بالمساهمات الوطنية المحددة لمصر، ورفع الطموح بالوصول لنسبة 42% طاقة جديدة ومتجددة من مزيج الطاقة بحلول عام 2030، كما أكدت أن الاستثمارات في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة أثبتت ربحية كبيرة، على مستوى المتوسط والدول الأفريقية، مما يضمن ربحية استثمارات القطاع الخاص فيها.


واعتبرت «فؤاد» أن التحدي الرئيسي أمام تسريع التحول العادل والمستدام للطاقة الجديدة والمتجددة يتمثل في توفير الفرص الواعدة، من خلال التشريعات والحوافز للقطاع الخاص، وتقوية الشبكات، خاصةً في ظل تحديات الديون، التي تواجه الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، حيث تشكل عبئا جديداً على الدول، التي تقع في اختيار بين الوفاء بالتزاماتها المناخية، وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة.
وأضافت وزيرة البيئة أن مصر تستطيع أن تصل إلى هدف «تيراوات» كهدف طموح لمنطقة المتوسط، مشيرةً إلى أن تحقيق ذلك يتطلب توفير الأدوات المناسبة، وأكدت، في هذا الصدد، على أهمية توفير التمويل، وهو ما يتطلب تغيير حقيقي في نظام التمويل الدولي، كما شددت على أن الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة في حوض المتوسط، لا يحمي البيئة فحسب، بل يساعد في توفير فرص عمل، ويعزز من قدرة المجتمعات على الصمود.
وأكدت على أهمية دمج مبادرة «تيراميد» ضمن الحلول القائمة على الطبيعة، وأن يتم ربطها، ليس فقط بملف حماية المجتمعات الساحلية، بل أيضاً بالأمن الغذائي والزراعة، ليعكس الربط العملي بين تغير المناخ، والتنوع البيولوجي، والتصحر، هو ما سيحدث الفرق الحقيقي بين «تيراميد» وغيرها مبادرات الطاقة الجديدة والمتجددة في منطقتنا العربية والأفريقية، وفي دول المتوسط، كما أشارت إلى سعيها للعمل على مشاركة حملة «تيراميد» في المعرض الذي سيقام خلال فعاليات استضافة مصر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط من التلوث، المعروفة باسم «اتفاقية برشلونة»، خلال شهر ديسمبر المقبل.


من جانبه، أكد الدكتور عماد عدلي، رئيس المكتب العربى للشباب والبيئة والمنسق العام لشبكة «رائد»، أهمية المرحلة الثانية من مبادرة «تيراميد»، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى شهدت صدور واحدة من أهم التوصيات، وهي تسريع وتيرة استخدامات الطاقة المتجددة ومضاعفتها ثلاث مرات خلال الفترة الحالية وحتى عام 2030، وأضاف أن مهمة تنسيق جهود المجتمع المدني في دول البحر المتوسط والشرق الأوسط أُسندت إلى شبكة «رائد»، بهدف تعزيز الوعي بالمبادرة وأهدافها، وقد تحقق هذا الهدف بالفعل في عدد من الدول العربية جنوب المتوسط، من بينها مصر، وتونس، والجزائر، والمغرب.
وأوضح «عدلي» أن المرحلة الثانية من الحملة ترتكز على تثبيت مكتسبات المرحلة الأولى، من خلال دمج توصياتها ضمن السياسات الوطنية وخطط الطاقة، مع العمل على إعداد أوراق سياسات تشاركية، بالتعاون مع الأطراف الشريكة وأصحاب المصلحة، استنادًا إلى لقاءات تشاورية وطنية ومحلية، كما تسعى حملة «تيراميد» إلى تعزيز قدرات الإعلام البيئي، عبر برامج تدريبية متخصصة، كما تسهم الحملة في تمكين الشباب، من خلال دعم مبادرات وحملات رقمية تدعو للطاقة النظيفة، فى كافة القطاعات.
تضمنت فعاليات اللقاء عرضاً لأنشطة وإنجازات المرحلة الاولي من حملة «تيراميد» على المستوى الوطني والإقليمي، وجلسة نقاشية مفتوحة حول الآليات الفعالة المقترحة لتسريع وتيرة الوصول إلى هدف إنتاج «تيراواط» من الطاقة المتجددة، وكيف يمكن لمصر أن تلعب دوراً ريادياً في تحقيق هذا الهدف على المستويين الإقليمي والمتوسطي، وأبرز التحديات التي تواجه تحقيق الهدف العام للحملة في مرحلتها الثانية، والفرص المتاحة التي يمكن البناء عليها لضمان استدامتها، وكيف يمكن تعزيز الشراكات بين مختلف الأطراف المعنية، سواء الحكومية أو الخاصة أو المجتمع المدني، والدور المتوقع من قطاعات الشباب والإعلام والمجتمع المدني في توطين أهداف الحملة.
وتُعد حملة «تيراميد» المبادرة الإقليمية الأولى من نوعها، التي تهدف إلى تسريع استخدام الطاقة المتجددة في منطقة البحر المتوسط، وتحفيز الانتقال العادل للطاقة، عبر السياسات الوطنية، والتمويل الأخضر، ومشاركة المجتمع المدني، من خلال اعتماد هدف طموح، يتمثل في الوصول إلى إنتاج «تيراواط» من الطاقة المتجددة في منطقة البحر المتوسط بحلول عام 2030، استناداً إلى الإمكانيات الهائلة للمنطقة.
تتضمن أعمال المرحلة الثانية للحملة العمل على تنسيق موقف إقليمي موحد، يحمل رسائل المجتمع المدني في دول المنطقة، يتم تقديمه إلى مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP-30»، المزمع عقده في مدينة «بيليم» البرازيلية أواخر العام الجاري، ليعبّر عن صوت المنطقة وشركائها في رسم مستقبل أكثر عدالة واستدامة في إطار التحول للطاقة النظيفة.