تمكن مهندس مصري شاب من ابتكار «روبوت» يمكنه مساعدة الأطباء في التعامل مع حالات الاشتباه في الإصابة بفيروس «كورونا»، بهدف تقليل تدخل العنصر البشري في الإجراءات الطبية داخل المستشفيات المخصصة لعزل المصابين، أو توقيع الكشف على حالات الإصابة المحتملة، بما يساعد على تقليل فرص انتقال العدوى إلى أفراد الأطقم الطبية.

 الابتكار الذي قام بتطويره المهندس «محمود الكومي»، ابن مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وأطلق عليه اسم «كورونا روبوت»، جرى تصنيفه كأفضل روبوت طبي على مستوى العالم، من بين 20 ابتكاراً تقدم بها مخترعون من مختلف أنحاء العالم، جميعها مملوكة لشركات عالمية، وفق تقرير نشرته الدورية العلمية الصادرة عن وكالة «رويترز» للأنباء.

تحدث المهندس الشاب المتخصص في هندسة «الميكاترونكس» عن ابتكاره، الذي بدأ العمل عليه بعد أيام قليلة من تسجيل حالات إصابة بفيروس «كورونا» في مصر، بقوله إن الروبوت تم تصنيعه يدوياً بالكامل، وباستخدام منتجات ومكونات محلية، مشيراً إلى أنه حاول استيراد بعض الأجزاء المتقدمة لتطوير الابتكار، ولكن تعذر ذلك بسبب إغلاق المطارات، وبعض القيود الجمركية.

وأطلق «الكومي» الجيل الأول من الجهاز، ومن بعده طرح الجيل الثاني بعد تطويره، والذي جذب الأنظار إليه بعدما اعتبرته الأوساط العلمية «أقوى روبوت طبي في العالم»، ويستعد حالياً لإطلاق الجيل الثالث، والذي يحتوي على جهاز محاكاة، يساعد الطبيب على التحكم في الروبوت، عن طريق ذراع يرتديها في يده، ويد أخرى مثبته في الروبوت، تؤدي نفس حركات يد الطبيب.

واكد المهندس الشاب أن مميزات الجيل الثالث من ابتكاره «كورونا روبوت» لا تقتصر فقط على محاكاة حركة يد الطبيب، وإنما تم تطويره للقيام بأعمال قياس الحرارة، وأخذ المسحات اللازمة من المرضى، بالإضافة إلى تزويده بجهاز للأشعة للكشف على رئتي المريض، وبيان تأثير الفيروس عليهما، بالإضافة إلى إمكانية القيام بعدة وظائف أخرى بدلاً من أفراد الطاقم الطبي، مثل تقديم الإرشادات الطبية للمرضى والمترددين على المستشفيات، كما يمكن استخدامه في الأماكن العامة، مثل المراكز التجارية والمطارات والبنوك، حيث يمكنه اكتشاف أي حالات يُشبته إصابتها بالفيروس وإطلاق إنذار بذلك.

وعن تكلفة الابتكار، أوضح «الكومي» أن تكلفة الجيل الأول بلغت 150 ألف جنيه، حوالى 9 آلاف دولار، بينما ارتفعت تكلفة الجيل الثاني إلى 200 ألف جنيه، ولم يحدد تكلفة الجيل الثالث، حيث أنه مازال يجري عليه بعض التحديثات، إلا أنه توقع انخفاض التكلفة عند دخول «كورونا روبوت» مرحلة التصنيع التجاري، معتبراً أن هذه التكلفة لا تساوي شيئاً أمام أرواح الأطباء وأفراد الأطقم الطبية، فضلاً عن تفادي تكلفة إجراءات منع العدوى، التي تكلف ميزانية الدولة الكثير من الأموال.