استضافت العاصمة المصرية القاهرة المؤتمر السنوي الأول للنمو الأخضر، الذي يمثل نموذجاً جديداً للشراكة بين الحكومة المصرية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، حيث شهد المؤتمر، الذي عقد تحت شعار «تعزيز الابتكار من أجل مستقبل مستدام»، توقيع عدد من مذكرات التفاهم، لتعزيز الشراكات في مجال النمو الأخضر، بالإضافة إلى تأهيل المشروعات الخضراء من خلال برنامج «تسريع النمو الأخضر وفرص العمل»، وإطلاق الفريق الوطني للعمل الأخضر، وتقديم منصة التعليم الرقمي لتمكين الشباب ليشاركوا كسفراء للنمو الأخضر.
جرى افتتاح المؤتمر السنوي الأول للنمو الأخضر بحضور كل من أليساندرو فراكاسيتي، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، عبر رسالة فيديو مسجلة، والسفير حمدي شعبان، مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة التعاون الدولي من أجل التنمية، والدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، والسفير فراي جاكسون، القائم بالأعمال في سفارة الدنمارك بالقاهرة.
جمع المؤتمر الأول للنمو الأخضر أكثر من 200 مشاركاً، من ضمنهم عدد من الممثلين رفيعي المستوى للمنظمات الدولية، وقادة الصناعة ورواد الأعمال، والمدافعين عن قضايا الشباب، مما ساهم في تعزيز الحوار حول سبل العمل القابلة للتنفيذ نحو الاستدامة والابتكار الأخضر. وأكدت رؤاهم المشتركة على أهمية التعاون بين الأطراف المتعددة لتحقيق تقدم في أجندة التنمية الخضراء في مصر.
تم خلال فعاليات المؤتمر توقيع عدة مذكرات تفاهم لتعزيز الشراكات من أجل النمو الأخضر، بما في ذلك إبرام اتفاقات مع عدد من البنوك وشركات الاتصالات، بهدف تعزيز الدعم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتمكين الشباب، وتعزيز المبادرات التي تركز على تحقيق الاستدامة، كما شهد المؤتمر الإطلاق الرسمي للفريق الوطني للعمل الأخضر، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين رواد الأعمال وصانعي السياسات وممثلي القطاع الخاص. كما تم تقديم منصة تعليمية رقمية لتمكين الشباب كسفراء للنمو الأخضر، وتزويدهم بالأدوات والمعرفة اللازمة لقيادة جهود الاستدامة.
ألقى المشاركون في حلقة النقاش رفيعة المستوى، الضوء على النجاحات التي حققها برنامج «تسريع النمو الأخضر وفرص العمل»، وهو برنامج مشترك بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وحكومة الدنمارك، مع استعراض تأثيره في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتمكين الشباب، كما تناول المشاركون التحديات الرئيسية في الاقتصاد الأخضر، وأهمية الابتكار المستدام في تحقيق أهداف التنمية في مصر، وكزت المناقشات على الأفكار القابلة للتنفيذ، وشجعت على الشراكات من أجل مستقبل مرن وشامل.
تضمن المؤتمر 6 ورش عمل تفاعلية، حول عدة موضوعات مثل ممارسات الاقتصاد الدائري، والتحول الرقمي من أجل الاستدامة، والتمويل الأخضر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقدمت 24 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، تم تأهيلها من قبل برنامج «تسريع النمو الأخضر وفرص العمل»، مشاريعها في جلسة عرض حيوية، مما أتاح لها الفرصة للتواصل مع المستثمرين والأطراف المعنية، كما تم منح الفائزين مكافآت مالية لدعم توسيع نطاق حلولهم المستدامة.
وفي ختام فعاليات المؤتمر، تم تكريم عدد من سفراء الشباب الاستثنائيين في مجال النمو الأخضر، الذين أظهروا قيادتهم في المبادرات المستدامة، وتم تقديم شهادات تقدير، بالإضافة إلى عرض شهادات من المشاركين، بهدف تحفيز المزيد من المشاركة في جهود الاستدامة.